فرج حضرموت القادم

2017/07/13 الساعة 02:10 مساءً
وأنا اكتب عن حضرموت ومحافظها الجديد اللواء فرج سالمين البحسني الذي أدى يوم أمس اليمين الدستورية امام فخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي وكبقية أي مقال يحتاج إلى افتتاحية ومقدمة، كدت أن ابدأ مقالي بالإشادة بالقرارات الأولى للمحافظ البحسني أو اكتب شيئا عما عرف عليه من خصال حميدة ويقال عنه لكني توقفت عن أي بداية فيها مدح أو ثناء أو حتى نقد فالرجل لم يكد يستوي على كرسي منصبه الجديد ... سأكتب مخاطبا المحافظ بصفتي حضرميا وكواحد من أبناء حضرموت الذين يتلمسون ما تحتاجه حضرموت وسأعتبر مقالي رسالة موجهة للأخ المحافظ دون مقدمات أو رتوش، اما بعد: فمما لا يخفى عليكم الوضع الذي تعيشه البلاد عامة وحضرموت خاصة وانت واحد من أبنائها وتعلم ما عانته وتعانيه من فساد واختلال أمنى ووضع خدمات متردي برغم احتوائها على ثروات طبيعية كبيرة ومن أبنائها من الذين يملكون المليارات في انحاء العالم ولو احسنت الإدارات السابقة التعامل مع الثروة الطبيعية ومع أصحاب المال والخبرة والكفاءة من أبناء البلد وقدمت لهم ما يشجع على الاستثمار والتنمية لكانت حضرموت ومدنها من كبريات المدن العربية وقواها اقتصادا وتقدما لكنه الفساد وحب النفس والارتهان للغير الذي جعل البعض يتكاتف على تدمير حضرموت بدلا من تنميتها ، حتى صار كل ما فعلوه لحضرموت ان صنعوا لنا اصناما ويأمروننا بطاعتها والثناء عليها واما من ابدأ رايا مخالفا فليستعد لحرب وافتراءات ووعيد ، سعادة المحافظ لقد ذاق أبناء حضرموت الأمرين وتجرعوا متاعب كثيرة وكل ما انتظروا مخرجا على يد أي مسؤول أو قيادي لم يلبث أن جعل من نفسه حاكما مفوضا ولا تحمل خطاباته الا التهديد والتطبيل لمنجزاته التي لم نراها على الأرض ولم يلمسها الناس حقيقة . هي فرصتك أبا سالمين لأن تترك بصمة قد أستطيع القول أنه عجز عنها من كان قبلك باستثناء نوايا حسنة لبعضهم لكنها لم تسقط على الواقع. اخي المحافظ لن أقول لك هنا ابطش بكل من سيقف ضد مشروعك في تطوير حضرموت والنهوض بها وكل من سيعمل لإعاقة عملكم فالعقلية العربية القائمة على البطش والاقصاء والضرب بيد من حديد لكل من خالف هي أساس ما وصلنا اليه من تردي وضياع بين الأمم لكنني سأقول لك ضع طاولة دائرية واجمع حولها كل الأطياف والأحزاب والشخصيات الفاعلة وكافة التوجهات تحاور معهم وجها لوجه واسمع منهم مباشرة احتوي الجميع بلا استثناء ... بلا استثناء ... بلا استثناء ... على الأقل من لم تستطع كسبه وضمه الى مشروعك الوطني تستطيع تحييده أو وضع الحجة عليه وسيكون الجميع معك بعدها ، حضرموت تحتاج عمليات إنعاش عاجلة ولا أظن ان هذا يصعب عليكم ان احسنتم اختيار البطانة التي ستكون معك وفريق العمل الذي سيساعدك لا تعتمد على بطانة ومستشارين من جهة واحدة وأصحاب توجه وعقلية واحدة نوّع في الشخصيات التي ستكون معك واعتمد على من يحمل مشروعا وطنيا لا على من يبني ردة فعله تجاه الأشخاص والاحداث على افتراءات واكاذيب تصنعها وتسوقها الآلات الإعلامية ومواقع التواصل، بإذن الله ستنجح وستكون خطاك موفقة، ولتكن لك مواقف حازمة ضد أولئك الذين درجوا على الزيف والتلاعب بعقول العامة ومن يعملون ليل نهار على شق الصف الحضرمي وفق اجنداتهم ويحاولون صنع عداوات حزبية ومناطقية لتضل البلد في فوضى واختلالات لا تنتهي ، وأخيرا البلد بحاجة لخدمات في الصحة والتعليم والكهرباء والمياه والطرقات وغير ذلك من مقومات البنية التحتية الناس تتوق لأن تتنفس هواء نظيفا خاليا من الأحقاد والاكاذيب والبيع للبلد بالمجان، حضرموت لا تنقصها الثروة ولا يعوزها الرجال ولا تفتقد للعقول المفكرة والشخصيات الوطنية القيادية فقط تحتاج النوايا الحسنة والهمة العالية ونتمنى ان تكونوا أهلها بإذن الله. ومن باب التفاؤل الحسن الذي ينبغي ان نعيشه وكل له من اسمه نصيب فنامل أن تعيش حضرموت الفرج والسرور في قادم ايامها وتعيش السلامة من كل شر ومكروه .