✒يسلم البابكري

2017/08/16 الساعة 05:44 مساءً
ماهو المطلوب تحديدا من الإصلاح ليكون مرضياً عنه ؟ في أي خانة أو مربع يجب أن يضع نفسه لينال شهادة حسن سلوك أي مشروع يجب أن يحمل وأي خطاب يتبنى حتى تخف لهجة الاستعداء له ويسلم من الاستهداف الظالم والاستئصال الممنهج أسئلة لو زعت شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوب لأتت محصلة متشابهة رغم اختلاف ألسنة أصحابها وقلوبهم : على الإصلاح أن يعلن توبته عن انحيازه المطلق لرغبة شعب لم يجد غير الثورة سبيلا للخلاص من الظلم والاستبداد والطغيان والفساد ، عليه أن يعلن براءته من وقوفه مع شعوب الأمة التي انفجر الظلم المكبوت في صدورها براكين غضب تنشد حريتها وكرامتها .. على الاصلاح أن يبدل جلده بل رأسه وضميره وفكره فينسلخ من الوسطية والاعتدال التي بني عليها وأسس عليها مداميك وقواعد بناءه عليه أن يترك طريق السلم وتحرير العقول وبناء الانسان عليه أن يصبح كياناً هامشياً مسخاً ومشروع موت لا حياة .. على الاصلاح أن يكون مع الطائفي السلالي طائفياً سلالياً ومع المناطقي مناطقياً متعصباً ومع الحاكم عبداً مطيعاً ومع المستبد شيطاناً أخرس . على الإصلاح أن يفك ارتباطه فكراً وعملاً مع مشروع الدولة عليه أن يكون كالآخرين يؤسس الفكر المليشاوي ويسقط رأية الوطن ويرفع رأيته الصغيرة ويطلق على قياداته ألقاب وكنى .. على الاصلاح أن يكفر عن خطيئته الكبرى يوم وجد في يوم من الايام أحزاباً مبعثرة و(مغرزة) فصنع لها (رافعة) انتشلتها من تحت الرمال ليصنع منها تكتلاً كبيراً فتحمل كل ثقلها كما يفعل الطائر مع فراخه التي لم تستوعب اليوم أنها قد شاخت ولم تعد أجنحتها تقوى على الطيران لتحلق بمفردها .. على الإصلاح أن يكون انتهازياً أنانياً منغلقاً يحمل خطاباً فجاً يقطع الاواصر يدوس على الشراكة يعتقد أن الوطن هو أنا أو فليأت الطوفان ولتشعل الحرائق .. على الإصلاح أن يترك الناس وشأنهم على أعضائه أن يكونوا سلبيين ويتركوا روح المبادرة في ويعيشوا هامشيين بلا رؤية أو هدف .. هكذا ببساطة يراد للإصلاح أن يكون جسداً بلا روح وهكذا يراد لليمن ان تكون ايضاً جسدا ممزق الاوصال تنهشه مشاريع السوء ودون ذلك خرط القتاد ...