آ
د. عبده البحش
آ
آ منذ ان عرف شعبنا اليمن العظيم اسم الحركة الحوثية في مطلع الالفية الثالثة عرف القتل والعنف والحرب والخراب والدمار وعدم الاستقرار، جماعة سلالية طائفية قائمة على ايديولوجية الحقد والكراهية والعنف والتوحش وسفك الدم الحرام واستباحة الأموال والممتلكات، جماعة امتهنت القتل كوظيفة رئيسية والاعتداء كاستراتيجية دائمة تستمد منها البقاء والاستمرار والتوسع والانتشار، جماعة نازية جديدة مغلفة بشعارات دينية زائفة، ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.
جماعة رفعت شعار الموت من اول وهلة حتى غدا هذا الشعار بالنسبة لها مسار مفتوح يمدها بالقوة والبقاء، فالجماعة تعيش وتتغذى وتنمو على الموت ولا شيء غير الموت، والدليل على ذلك مقابرها التي أصبحت أعظم انجاز في تاريخ هذه الجماعة الدموية المتوحشة التي نزع الله منها كل مشاعر الرحمة والإنسانية والسلام والامن والاستقرار وابتلاها الله بنزعة القتل وحب الانتقام والافساد في الأرض وتخريب العمران وهدم البنيان كما هو واضح في المدن التي دخلوها والقرى التي مروا منها والمقابر التي افتتحوها.
جماعة تخاف من السلام وتخشى من السلام لأنها تدرك ان لا مكان لها في عالم السلام آ ووطن السلام ومجتمع السلام، والدليل على ذلك ما قامت به الجماعة الحوثية منذ ان قدم حليفهم صالح مبادرة السلام لوقف الحرب والتفاوض مع كافة الأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، حيث كانت ردود أفعال الجماعة الحوثية ردودا عصبية متشنجة وغير طبيعية لدرجة أنك تشعر ان هذه الجماعة تتخبط كمن يتخبطه الشيطان من المس، لأنها تدرك ان وقف الحرب هو نهاية المطاف بالنسبة لها وهي حقيقة لا جدال فيها، لذلك تسعى الجماعة الى ادامة الحرب واستمرارها والزج بشباب اليمن الى المحرقة لكي تتخلص من قوة هذا الجيل الصاعد حتى يتسنى لها السيطرة على اليمن لعهود طويلة قادمة.
الجماعة الحوثية جماعة من القتلة المحترفين واللصوص الماكرين الذين يعيشون على النهب والسرقة والافساد في الأرض ويعتبرون ذلك شطارة ورجولة وهذه المهنة لا يمكن ان تدوم في بلد ينعم بالأمن والاستقرار، لذلك فمخطط الجماعة الحوثية هي الحرب الدائمة، الحرب الى ما لا نهاية من اجل البقاء أي من اجل بقاء هذه الجماعة التي سيطرت على اليمن من خلال اشعال الحروب بين الأحزاب السياسية ومن خلال بث الأحقاد الطائفية والاجتماعية واحياء النعرات الطبقية البائدة والعمل على اذكاء التناقضات الاجتماعية الكفيلة بتفتيت المجتمع اليمني وتقسيمه واضعافه بغية السيطرة عليه.
ان أفضل طريقة لدحر هذه الجماعة الدموية المتوحشة والتخلص من شرورها، هو السلام العادل والشامل بين كافة المكونات السياسية والاجتماعية اليمنية وإيقاف الحروب الاهلية والجلوس على طاولة الحوار وإيجاد صيغة توافقية تعيد الحياة الى الجسد اليمني الممزق بسكين الجماعة الحوثية الطائفية، والعمل على استكمال العملية السياسية وبناء اليمن الاتحادي الجديد وفقا لمخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، وبهذه الطريقة ستموت الجماعة الحوثية موتا سريريا لان السلام وحده من سيقتل هذه الجماعة وليس الحروب والدبات والمدفعية والطائرات وغيرها من الأسلحة الأخرى.
اقتلوا الجماعة الحوثية بالسلام، فهو السلاح الفتاك الذي يفتك بالحركة الحوثية الميليشياوية المسلحة والدموية والعنيفة، السلام وحدة هو من يستطيع القضاء على وحشية هذه الجماعة وجعلها صفرا على الشمال في أي معادلة سياسية مرتقبة قائمة على الانتخابات والاستحقاقات الديمقراطية، نظرا لان الجماعة الحوثية باتت منبوذة ومرفوضة من الجماهير اليمنية السنية الشافعية او الشيعية الزيدية، كونها لا تمثل أحدا من تلك المكونات بقدر ما تمثل نزعة إيران القومية الفارسية وحقد وعداوة الحوزة الشيعية الاثني عشرية في مدينة قم.