د.عبده البحش
مما لا شك فيه ان الحركة الحوثية هي الوجه الاخر للحركة الداعشية العالمية الدولية، وانا اتفق مع صديقي العزيز الدكتور عادل الشجاع فيما طرح من أفكار حول الداعشية الحوثية وخطرها ليس على الجمهورية اليمنية فحسب، او مشروع الدولة اليمنية الحديثة، التي نسعى جميعا ونناضل من اجل...
مما لا شك فيه ان الحركة الحوثية هي الوجه الاخر للحركة الداعشية العالمية الدولية، وانا اتفق مع صديقي العزيز الدكتور عادل الشجاع فيما طرح من أفكار حول الداعشية الحوثية وخطرها ليس على الجمهورية اليمنية فحسب، او مشروع الدولة اليمنية الحديثة، التي نسعى جميعا ونناضل من اجل تحقيقها، وانما اضيف الى كل ما طرح الشجاع في مقاله المعنون "الداعشية الحوثية" وهو ان الداعشية الحوثية خطر الهوية اليمنية وعلى الصيرورة الوجودية لليمن برمتها، فالداعشية الحوثية هي في حقيقتها نواة تدميرية للحياة الإنسانية بكل معانيها.
ان خطر الداعشية الحوثية لا يقل عن خطرا الداعشية الدولية في العراق وسوريا وليبيا والصومال وأفغانستان ونيجيريا واليمن وغيرها من بلدان العالم المختلفة التي انتشرت فيها وسفكت دماء الناس عبثا وظلما، ولكن المثير للاشمئزاز هو ان الداعشية الحوثية في اليمن تقدم نفسها على انها حمائم سلام واغصان زيتون وملائكة الرحمة التي وهبها الله لليمن كي تخلصه من الدواعش والإرهابيين والتكفيريين والمنافقين والمرتزقة بحسب المنطق الإعلامي الممجوج لقناتهم قناة " المسيرة الداعشية ".
السؤال الكبير والمحير في موضوعنا هذا هو: ما هو أكبر من الداعشية الحوثية؟ واظن ان المعني بالاجابة على هذا السؤال هو صديقي الدكتور عادل الشجاع القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام والمقرب من الزعيم علي عبد الله صالح الرئيس الأسبق والرئيس الحالي لحزب المؤتمر الشعبي العام صاحب الأغلبية المطلقة داخل البرلمان اليمني حتى عام 2011م، فالشجاع يعرف جيدا كيف نشأت وترعرعت الداعشية الحوثية في اليمن؟ وكيف كبرت وتضخمت مثل ارنب الشيعة الذي كان حشرة صغيرة ثم أصبح ارنبا كبيرا حسب ما تحكيه الأسطورة الشيعية المقدسة؟
الجميع يعرف ان الداعشية الحوثية نشأت وترعرعت وكبرت وتضخمت ثم انتشرت وتمددت بدعم ورعاية سرية من الزعيم شخصيا، الذي مد لها كل أنواع المساعدة ماليا وعسكريا واعلاميا واجتماعيا وثقافيا ليستخدمها كما استخدم غيرها من الحركات الداعشية في ارسال عناصرها الى أفغانستان، وفيما بعد استخدمهم في القضاء على الحزب الاشتراكي اليمني والقوى اليسارية اليمنية الأخرى، انها سياسة الزعيم التي جعلت اليمن قنبلة موقوتة كما قال هو في عام 2011م، وبالفعل صالح كان يعي ما يقول، فاليمن أصبحت قنبلة انفجرت وما زالت تتفجر حتى اليوم بفضل سياسته الحكيمة وشطارته الخارقة.
ان ما هو أكبر من الداعشية الحوثية التي أصبح الشجاع يصيح منها ومن خطرها هو ذلك الخطأ الفادح الذي ارتكبه صالح عندما ظن ان بمقدوره ترويض ذلك الوحش المفترس واستخدامه وتوجيهه حسب مشيئته، فقد كان صالح يطعم ذلك الوحش اللحوم الطازجة والشهية، في وقت كان الناس يتضورون جوعا، ويقتلون ويشردون في مديريات محافظة صعدة وبعض مديريات محافظة عمران، كان صالح حينها ينتشي ويفتخر بوحشية وشراسة وعدوانية وحشه المدلل "الداعشية الحوثية" وهو يفتك بالناس والبعض منهم مع الأسف هم من الموالين لصالح في تلك المناطق، لم يكترث صالح لحياة أولئك الرجال المخلصين له وهم يقتلون ويشردون من ديارهم في ذلك الوقت بقدر ما كان يفرح وينتشي لوحشية ودموية وحشه الجديد "الداعشية الحوثية".
ان ما هو أكبر من الداعشية الحوثية يا صديقي العزيز الدكتور عادل الشجاع هو ذلك الصمت المريب الذي ابدته قيادات وكوادر حزب المؤتمر الشعبي العام وهم يرون قائدهم يتماهى مع الداعشية الحوثية ويسلم لها مفاتيح صنعاء ومؤسساتها المدنية والعسكرية بما فيها رموز الدولة الجمهورية، ان ما هو أكبر من الداعشية الحوثية هي الداعشية المؤتمرية التي سلمت البلاد طولا وعرضا للداعشية الحوثية تسرح وتمرح وتقتل وتجرح، تفجر وتدمر، تشرد وتذل رجالات اليمن بمن فيهم قيادات المؤتمر الشعبي العام، صالح توحش ولم يرحم حتى رجاله المخلصين له مخمورا بحب الداعشية الحوثية، هذه هي الكارثة والمصيبة والطامة الكبرى التي هي اكبر بكثير من خطر "الداعشية الحوثية".
قد يقول قائل ان صالح بريء من كل هذه التهم وان الرئيس عبد ربه منصور هادي هو من سلم الجمهورية للداعشية الحوثية، لكننا نعرف ونعي ان هادي لم يكن يملك نفوذا حقيقيا على الوحدات العسكرية التي تدين بالولاء للرئيس السابق علي عبد الله صالح، كما ان القبائل اليمنية المحيطة بصنعاء تدين بالولاء لصالح وهي من فتحت الطريق للداعشية الحوثية بتوجيهات من صالح، هادي تعرض للهجوم من الداعشية الحوثية وبإيعاز من صالح نفسه والجميع يعرف هذه الحقائق.
نعم اتفق معك ان الداعشية الحوثية خطيرة وكارثة حقيقية، لكنها كبرت الان وأصبحت وحشا له مخالب القوية وانيابه الحادة، ومع الاسف يا صديقي لم تتنبهوا لهذا الخطر الا عندما اقترب منكم ومن مصالحكم، عندما هدد كيانكم الحزبي والسياسي، عندما وصل تهديده الى بيت الزعيم، وعندما امتدت يد الوحش "الداعشية الحوثية" الى ابن الزعيم، عندما هدد بتصفية المؤتمر الشعبي العام، عندما ارعبكم وأنتم تحتفلون في ذكرى تأسيس حزبكم، عندما بدأ يمارس الاعتقالات ضدكم وفي صفوفكم، عندما هدد بمحاكمتكم على فسادكم طيلة 35 عاما، نعم الان استيقظتم من سباتكم ولكن بعد فوات الأوان، الان ليس ليكم خيار الا ان تقبلوا بالوحش في عقر داركم فمن يزع وردا يحصد وردا ومن يزرع شوكا يحصد شوكا.