لا مكان للانتقام

2017/09/03 الساعة 05:15 صباحاً

🖋

آ  آ كثيرا ما ردد الرئيس السابق صالح مقولة : علي و على أعدائي .
آ  آ و لقد نفذ ذلك عمليا - انتقاما من ثورة فبراير - آ حين مد يده مبكرا لمليشيا الحوثي، التي كانت آ تمارس غدرها و تتمدد على الارض بمساندة صالح و تستولي أو بالأصح يسلم لها المعسكرات آ .
آ  آ كانت الروح الانتقامية هي التي سيطرت سيطرة تامة على تصرفات صالح ، و لم يكن يبالي أن تؤدي تلك التصرفات آ حتى إلى هدم النظام الجمهوري نهائيا !
آ  آ و كان كلما تقدمت مليشيا الحوثي تجاه عمران ثم صنعاء ... آ وجدت آ من صالح ليس مجرد التسهيلات، آ بله آ الدعم و المساندة إلى حد التنسيق الكامل و التماهي في التنفيذ، آ و تسخير القيادات العسكرية لمليشيا الكهنوت، آ ثم التسليم المتسارع لها من المخلوع للمعسكرات، و بشكل يشبه قصص الخيال . و لا آ تفسير لهذه الغيبوبة غير الانتقام تطبيقا لقناعته الأثيرة آ ؛ علي و على أعدائي .آ 
آ  آ  لا شك أن المخلوع اليوم ، و قد أحاطت به خطيئته و يسمع أصوات من سلم لهم الدبابات بمعسكراتها يردد في نفسه : في الصيف ضيعت اللبن !
آ  آ و لا شك أيضا أن قيادة حزب المؤتمر كانت مغيبة عن القرار ، و بعضها - ربما - كان يتلذذ تشفيا و شماتة بما كان يجري .
آ  آ واضح ان المخلوع لم يكن يتصرف بهدف التمكن للعودة إلى السلطة، آ حيث كان يرى ذلك أمرا بعيد المنال، و إلا لما سلم كل المعسكرات لمليشيا الكهنوت ، لكن تصرفاته كانت محكومة بالانتقام.آ 
آ  آ حالات آ الانتقام و التشفي و تصفية الحسابات التي عاشها جنبا إلى جنب مع مليشيا الحوثي، آ يدفع ثمنها اليوم مضاعفا .
آ  و قيادة حزب المؤتمر تدرك اليوم أنها كانت مغيبة، و لكنها ليست مغيبة آ اليوم عن دفع الثمن المر حاضرا و تاريخا ، و ليس أمامها من خلاص أمام محكمة التاريخ إلا أن تكسر أو تتجاوز هذا التغييب و تستدرك ما فات و تتخذ قرار الانحياز للوطن .
آ  آ  فمليشيا الكهنوت في صنعاء تريد اليوم أن تتغول، و تغولها و تفردها هو نوع من التمكين لها، آ و ذلك أمر يمثل خطورة على الجمهورية و اليمن الاتحادي .
آ  النظام الجمهوري ليس محل مساومة، آ و الأمر يتطلب من كل القوى الوطنية التصدي للمشروع الكهنوتي بكل قوة، آ و من غير المعقول تبادل مواقف الانتقام و تصفية الحسابات تجاه المؤتمر الشعبي كحزب ، فموقف كهذا يكرر خطيئة المؤتمر الذي خذل الجمهورية تشفيا أو مفضلا الانحياز و الوقوف إلى جوار صالح و نزعاته الانتقامية و لو على حساب النظام الجمهوري .آ 
آ  آ و هنا تبرز حقيقة يجب أن تفهمها قيادة حزب المؤتمر و هي أن الشعب اليمني المنحاز للنظام الجمهوري لا يعني - أبدا - القبول بعلي عبدالله صالح، آ و الذي عليه مغادرة الفعل السياسي، آ بعد أن وصل باليمن - و حتى بالمؤتمر - إلى هذا الوضع المدمر الذي يجعله مدانا بكل المقاييس، آ و على حزب المؤتمر أن يقدم نفسه كحزب وطني آ يصطف لقضايا الوطن و ليس حزبا مملوكا لشخص يسخر لخدمة الكهنوت آ !
آ  آ لا يقولن أحد أن هذا تحريضا للمؤتمر ضد زعيمه ، فالأمر أكبر من التسطيح للقضايا و أكبر من أن يبقى زعيما للحزب .
آ  آ القوة التي لمليشيا الكهنوت اليوم، أو التي وصلت إليها إنما هي من صنع علي صالح، آ و عليه أن يتحمل تبعات أخطائه و خطاياه.آ 
آ  آ مطلوب من كل القوى و الأحزاب بما فيها حزب المؤتمر الانحياز للشرعية و للنظام الجمهوري، آ و من ثم آ التصدي بحزم و قوة ضد الجماعة الكهنوتية في كل اليمن، آ  و اللازم على المخلوع أن يترك الحزب و شأنه . و ما أظن أنه بقي لديه قدر من شجاعة ليعتذر للشعب اليمني عن خطيئته الكارثية في مساندته للكهنوت ! أو حتى الاعتذار لحزبه .

آ  آ  أحمدعبد الملك المقرمي