د. عبده البحش
تواصل ميليشيا الحوثي مسلسل الاعتداءات والانتهاكات الاجرامية بحق اذواء حمير واقيال سبأ ونقباء حاشد ومذحج وبكيل، منطلقة من الحقد الدفين على رجالات اليمن واخيارها ومناضليها واحراها ونخبها السياسية والاجتماعية والثقافية ذات النسب السامي اليعربي القحطاني العريق، تواصل الجماعة الغوغائية الحوثية جرائمها البشعة بحق احفاد تبع وذو القرنين وسبأ وذو ريدان والملك العظيم شمر يهرعش واحفاد مملكة قتبان واوسان وكندة وغيرها من الممالك اليمنية العظيمة التي انارت بضوئها جنبات هذا العالم. تعبر الميليشيا الحوثية كل يوم عن حالة الإفلاس القيمي والديني والأخلاقي التي تنتابها بجملة من الانتهاكات والجرائم والاعتداءات المروعة، كانت اخرها الجريمة المدوية التي كشفت عورات الحوثي وسواءته عندما أقدمت على انتهاك حرمة بيت الأخ معالي وزير الاعلام الأستاذ/ معمر الارياني في العاصمة صنعاء، ليثبت الحوثي للجميع انه لا يراعي القيم والعادات والتقاليد والأعراف اليمنية الاصلية التي تحرم انتهاك حرمات البيوت وتعيب اقتحامها مهما كانت الأسباب والمبررات. ان الميليشيات الحوثي لا تقيم وزنا للعادات والأعراف والقيم العربية اليمنية الاصلية، كما انها لا تعير وزنا لقيم الدين الإسلامي الحنيف الذي يأمرنا بأن لا ندخل البيوت الا من أبوابها فقط وبأذن أهلها حصرا، وهذا ما يبعث على الاستغراب والحيرة والدهشة من التصرفات الهمجية والغوغائية التي تمارسها المليشيات الحوثية، وتجعلنا امام حقيقة لا مفر منها وهي ان الميليشيات الحوثية تتبنى مفاهيم دخيلة وغريبة على مجتمعنا اليمني الأخلاقي الأصيل. ان الميليشيات الحوثية تمارس هذه التصرفات البربرية والغوغائية بحق رجالات اليمن ومشائخها ونخبها السياسية والوطنية، انطلاقا من سياسة الامعان في الإساءة والنيل من الرموز الوطنية رموز الثورة السبتمبرية التي اطاحت بنظام الامامة المتخلف، واسست الجمهورية اليمنية الحديثة، ولذا فان الميليشيا الحوثة تحاولا عبثا الانتقام رموز وصناع الجمهورية من اجل فرض حالة جديدة من الوصاية والتبعية للأطماع الفارسية الحاقدة على امتنا العربية والمضادة لطموحات الوطنية والقومية. ان استهداف ال الإيراني بالذات يأتي في سياق الأحقاد الامامية الدفينة على الدور الوطني والنضالي المشرف الذي لعبه ال الارياني في ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة وفي معركة الدفاع عن الجمهورية واسقاط نظام الامامة السلالية المتخلفة والبغيضة، انه استهداف وانتقام من القائد الثوري الجمهوري البطل القاضي/ عبد الرحمن الارياني رئيس الجمهورية العربية اليمنية، الذي تولى بنفسه فعلا وأشرف على دفن الحقبة الامامية السلالية الرجعية العميلة للقوى الأجنبية. انه انتقام من القائد السياسي الراحل عملاق السياسة الخارجية واليمنية ورائد العمل الدبلوماسي اليمني الدكتور/ عبد الكريم الارياني، انه انتقام للشعراء والادباء والمثقفين والمفكرين والعلماء والأكاديميين والقضاة والقادة الافذاذ من ال الارياني، الذين أسهموا في صناعة التاريخ المشرق للجمهورية اليمنية، بكل ما فيه من معاني العزة والشرف والحرية والديمقراطية والكرامة الوطنية للوطن اليمني وللمواطن الذي رفع رأسه الى عنان السماء في العصر الجمهوري، بعد ان كان المواطن اليمني جائعا عاريا حافيا فقيرا مشردا او مسجونا في زنزانات الامامة على حق بيت المال. لم يفعل الأمريكيين وهم غزاة جاءوا من خلف البحار كما فعل الحوثيين مع الشاب الدبلوماسي السياسي المدني المتطلع الأستاذ/ معمر الارياني وزير الاعلام، فالأمريكيين عندما دخلوا بغداد لم ينهبوا ولم يقتحموا بيت وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف وانما استجابوا لرغبته في مغادرة العراق الى الامارات العربية المتحدة ووفروا له الحماية الأمنية وعاملوه بكل تقدير واحترام، ولو وقع الصحاف في ايدي المليشيات الشيعية الإيرانية لقطعوه اربا اربا، هذا هو الفرق بين من يتعامل مع خصومه برقي أخلاقي وبين من يستخدم الوسائل الدنيئة والخسيسة في التعامل مع الاخرين. لقد تصور الحوثيون عبثا انهم بهذه الأفعال الهمجية سينتقمون من وزير الاعلام الأستاذ معمر الارياني وسيحطون من شأن ال الارياني كما فعلوا مع ال الأحمر وغيرهم من رموز اليمن، الا ان الحوثيين اساؤوا الى أنفسهم وخسروا سمعتهم وفقدوا اخلاقهم دون ان يشعروا، ولقد كان الرد مدويا وصادما للعاصبة الحوثية الغوغائية على لسان الوزير معمر الارياني نفسه، حينما قال بيتي ليس أغلى من قطر دم حر يقاتل ضد الانقلاب والتمرد واستعادة الدولة اليمنية ومؤسساتها الوطنية من ايدي الميليشيات، وهي رسالة واضحة تؤكد عمق الإصرار الثوري والوطني والجمهوري الشديد عند حفيد القادة الجمهوريين الابطال من ال الارياني.