(إصلاح شبوة )27 عاما من العمل الوطني

2017/09/12 الساعة 01:29 مساءً
يسلم البابكري يكمل الإصلاح سبعا وعشرين عاما من عمره الذي بدأه في يوم 13 سبتمبر من العام الاول للجمهورية اليمنية في 1990م وهي مسيرة حافلة بالعمل الذي يصعب تقييمه في أسطر وكلمات لكن الحديث هنا سيكون إشارات عابرة وسريعة من الداخل عن بعض عناوين وملامح تلك المسيرة في محافظة (شبوة) الذي نشط فرعه فيها منذ التأسيس والى اليوم مقتحما كل ميادين العمل السياسي والدعوي والتربوي والاجتماعي والشبابي بل لا يكاد يذكر ميدان لم يحضر فيه الاصلاح ولا مناسبة غاب عنها ، فاذا تحدثنا عن العمل السياسي فقد حضر الاصلاح كل دورات العمل السياسي ومواسمه فقد شارك بشكل مباشر وغير مباشر في أول انتخابات نيابية في عهد الجمهورية اليمنية عام 93 ثم حضر في تشكيل ملتقى أبناء شبوة الذي شكل ابان أزمة وحرب 94 ثم تتابعت المشاركات في كل مواسم الانتخابات بكل مستوياتها محلية ونيابية ورئاسية وأبرزها الانتخابات الرئاسية 2006 التي عملت بشكل هائل في تنشيط وتحرير وعي المجتمع نحو التغيير وحصد نتائج جيدة وشارك في ادارة المحافظة والمديريات ثم كان أيقونة الثورة السلمية ومشاركا فاعلا فيها مع بقية القوى الثورية والشبابية وداعما للتسوية والانتخابات المبكرة للرئيس التوافقي في 2012 ومشاركا فاعلاً في مؤتمر الحوار الوطني ومقاوماً للانقلاب مقدما كوكبة من قياداته وشبابه في مواجهة ميلشياته ، ويحسب للإصلاح في تلك المراحل انفتاحه على جميع القوى في المحافظة متعاونا معها معتمدا على خطاب جمعي يبقي الوصل ويعمق الشراكة ويؤسس للتعاون .. برز الاصلاح في مطلع التسعينات عبر نشاطه الدعوي والتربوي والشبابي ناشرا للفكر الوسطي المعتدل مرسخا لقيم الخير والفضيلة عبر كل المناشط الجماهيرية والاعلامية والتربوية مستثمرا لطاقات الشباب في خدمة مجتمعهم عبر الانشطة الشبابية والتربوية في وقت لم يكن الاعلام الفضائي ولا الشبكي قد تكون وقد استطاع عبر الخطاب الواعي من تطوير وعي المجتمع بشكل ملحوظ .. لم يغب الاصلاح عن واقع المحافظة المبتلى بإرث ثقيل من الجهل والثارات وهي من أكبر المشاكل التي استنزفت طاقته وأهدرتها فقد عطلت مشاكل الثارات الحياة وتسببت في مآسي وجراح عميقة فعمل على تأسيس لجان الصلح وتطوعت قياداته وكوادره للمبادرة في اصلاح ذات البين والتحرك الفوري لحل المشاكل وتطويقها وحصارها قبل تفاقمها والتحذير منها عبر الخطاب الدعوي والارشادي .. كان الفقر شريك الجهل في انهاك محافظة شبوة لذا عمل الاصلاح ومنذ تأسيسه على سد الفراغات الهائلة من الفقر والعوز عبر الدعوة الى نشر ثقافة الوعي بالعمل التطوعي والاغاثي وحث المجتمع على تأسيس مؤسسات تعنى بالجانب الخيري والاغاثي تكفل الايتام وتقدم خدمات العون الاغاثي والطبي والتنموي لمجتمع نسبة الفقر فيه مرتفعة وتسيير القوافل الاغاثية كما حدث عند انتشار وباء الملاريا في مطلع التسعينات واغاثة متضرري فيضانات عام 96 والى اليوم حتى وجدت بنية تحتية من مؤسسات العمل الخيري والاجتماعي تعمل بشكل مؤسسي ومستقل ... الجهل ثالث رمح أنهك شبوة وساهم في استنزافها وفي هذا الميدان بذل الاصلاح جهدا كبير عبر محاولات اصلاح التعليم فانتشرت في مطلع التسعينات عدد من المعاهد العلمية ومدارس تحفيظ القرآن الكريم ومراكز العلم الشرعي وعملت المؤسسات الخيرية على تخفيف معاناة طلاب العلم عبر كفالتهم وتوفير المساكن الطلابية لهم في المدن وتحسين اداء الادارات المدرسية وكفاءة المعلم واقامة الدورات المتنوعة والانشطة الصيفية التي تخدم التربية والتعليم .. تعامل الاصلاح مع تركيبة شبوة القبلية والاجتماعية بما يناسبها وبما يحافظ عليها ويهذبها ساعيا للتخفيف من آثار العصبية المدمرة فيها مقدما نموذجا يتحذى عبر منهجه الفكري الذي يتعامل مع العصبية كداء يجب علاجه والتحرر منه ساعيا بكل وسائل التهذيب لسل جذورها من اعضائه وانصاره ثم المجتمع .. ساهم في وضع الاساس لبنيان الاصلاح في شبوة ثلة من الاخيار أخص بالذكر منهم من رحل الى الآخرة كالشيخ عوض بن سالم بن علي معور الربيزي رحمه الله الذي كان رئيسا للإصلاح بشبوة ثم عضوا في الهيئة العليا ، والشهيد عبدالله صالح باحاج ، والشيخ سعيد المفجور الباراسي ، والشيخ عبده صالح المثيل ، والشيخ عوض الحامد ، والشهيد احمد علي باحاج ، والشيخ عبدالعزيز العليمي وغيرهم ممن كان لهم شرف التأسيس وتعجز الذاكرة عن استحضارهم وآخرين لازالوا يواصلون المسير .. وأخيراً يمكن لكل منصف أن يقيم بتجرد مسيرة وعمل الاصلاح فسيجد فيه الكثير والكثير من العمل وسيجد ايضا الاخطاء التي هي رفيق ملازم له ، ويمكن للمتحامل ايضا أن يقول رأيه لكن هذا لن يغير من الواقع الكثير فالإصلاح عمل ويعمل وأخطأ وسيخطئ وأصاب ويصيب لكن انكار دوره وجهده وفاعليته وأثره ..