بن دغر يقبل رؤوس الأطفال والحوثي يسوقهم الى المقابر
د. عبده البحش
الرسالة تقرأ من عنوانها كما يقول المثل العربي المتداول بشكل واسع في معظم الأقطار العربية، وهذا المثل يعني اننا نستطيع ان نعرف مضمون الرسالة ومحتواها العام من دون الحاجة الى قراءتها وتصفح سطورها وأحرفها، فالعنوان وحده كافيا لإيصال الرسالة الى المتلقين او الشخص المعني أيا كان نوع تلك الرسالة ومضمونها. عنوان هذا المقال أيضا يغني القارئ عن الحاجة الى قراءة المقال، فالعنوان يعطي فكرة وافية عن مضمونه، كما يجسد الكثير من تفاصيل فكرة المقال، التي هي حديث الساعة والشغل الشاغل والهاجس المؤرق لمعظم اليمنيين الذين وقعوا تحت كابوس الحوثي المرعب وما يجسده من نزعة وحشية لا ترحم الطفولة البريئة بل تستغلها أسوأ استغلال وفي أبشع طريقة، ألا وهي تجنيد الأطفال واغتيال احلامهم وسرقة مستقبلهم وزجهم في معارك ليس لهم فيها ناقة ولا جمل. في الجانب الاخر من الصورة الحوثية القاتمة تتلألأ النفحات الإنسانية من القائد الانسان معالي دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر وهو يقبل رأس طفل يرتدي على كتفيه العلم اليمني، في مشهد انساني عفوي اختزل كل معاني الرحمة والشفقة والإنسانية والمسؤولية التي جسدها ويجسدها معالي دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور بن دغر وهو يقوم بزياراته الميدانية اليومية للاطلاع على أحوال المواطنين وتفقد ظروفهم المعيشية. لقد هزت تلك الصورة العفوية والتي اجزم انها كانت عفوية مشاعر الملايين من اليمنيين في داخل اليمن وخارجها وعكست حالة راقية من التجسيد العملي على ارض الواقع لعظمة القيادة التي يتحلى بها بن دغر كواحد من أبرز قيادات الحكومة الشرعية ليعكس مدى الاهتمام بالإنسان بشكل عام وبالطفولة على وجه الخصوص، وكانت عظمة الموقف ان جاءت تلك اللفتة الكريمة من رئيس الحكومة الدكتور بن دغر، الذي حاز مكانة مرموقة في نفوس اليمنيين نظرا لعطاءه المتدفق وعمله الدؤوب وحرصه على انقاذ اليمن من طاحونة الحوثي التي حولت كل شيء الى ركام. ان المشهد الذي ظهر فيه معالي دولة رئيس مجلس الوزراء في الغيضة وهو يقبل رأس طفل يمني يرتدي علم اليمن، اثار في نفوس اليمنيين عدة تساؤلات، منها مدى الفرق الشاسع بين قائد جماهيري شعبي يدنو من عامة الناس ويقترب من الصغير والكبير ومن القوي والضعيف ويستمع الى المثقف والانسان البسيط دون ان تأخذه العزة بالإثم او تطغى عليه النعرة السلالية او العنصرية او وهم وهوس الولاية وغيرها من الأفكار الخرافية، وبين من يقبع في كهوف مران يتوارى في ظلمات الكهوف ويعتقد ان مكانته وهيبته وسمعته لن تتأتى الا من خلال الاختفاء عن الناس ولابتعاد عن الشعب واستعمال الحديد والنار لتثبيت سلطته الكهنوتية، واستعمال الأساليب الحقيرة مع الشعب من قبيل التجويع والتهديد والتنكيل والتعذيب والاعدام والقتل. ان التساؤل الأهم والابرز يتمحور حول حديث الناس عن الفرق الكبير بين القائد الذي يقبل رؤوس الأطفال ويفتح امامهم الفرص والآمال نحو مستقبل مشرق واعد بالحياة والتطور والتقدم والازدهار، وبين الوحش الذي يترصد الأطفال ويستغل براءتهم ويختطفهم من مدارسهم ليملأ عقولهم بكل أفكار الضلال ويشحن نفوسهم بكل أنواع الحقد والكراهية ويغرس في قلوبهم نزعات الانتقام ويلقنهم شعارات الموت ثم يرسلهم الى جبهات الموت ومن ثم الى المقابر متفاخرا بكثر المقابر وكثرة عدد الموتى فيها من الأطفال. لقد استطاع بن دغر ومن خلال مشهد واحد ان يوصل ملايين الرسائل وعلى كافة الأصعدة والمستويات، فوضع الحوثي في موقف محرج لا يحسد عليه، ففي الوقت الذي يقصف فيه الحوثي ويدمر، يظهر بن دغر يبني ويعمر، وفي الوقت الذي يفتتح الحوثي عددا جديدا من المقابر، يقوم بن دغر بافتتاح العديد من المدارس والكليات والمعاهد والمرافق العلمية والتعليمية والصحية، وفي الوقت الذي يظهر فيه الحوثي بين جموع الأطفال المدججين بالسلاح والملطخين بشعارات الموت، يظهر بن دغر في أوساط الشعب ومن حوله كافة الشرائح الاجتماعية اليمنية المدنية بمن فيهم النساء والأطفال متوشحين بعلم اليمن وشعارات الثورة السبتمبرية والاكتوبرية المجيدة.