سبتمبر اليمنية

2017/09/28 الساعة 06:58 مساءً
محمد بالفخر دمت يا سبتمبر التحرير يا فجر النضال ثورةُ تمضى بإيمان على درب المعالي تسحق الباغي تدك الظلم تأتي بالمحال نعم كانت سبتمبر يوما فاصلا في تاريخ الشعب اليمني الحديث بعد قرون من التسلط السلالي الطائفي الذي تعرضت له اليمن الذي كان نتاجا لظلمات عصور التخلف والانحطاط في عالمنا الإسلامي فكان لليمن نصيبها الأكبر من هذه الدياجير المظلمة التي وضعت اليمن ارضا وانسانا وتاريخا وثقافة تحت سطوتها الروحية وقبضتها الحديدية فحكمت بالحديد والنار وأرخت سدول ظلامها على ارض الايمان والحكمة والمدد فجففت منابعه وحاصرت تألقه الماضي حتى خفت نوره فلم يكد يُرى أي مشعل مضيئ الا الشيء اليسير ممن اخترق مفردا هذه الاسوار وانطلق معززا بفطرته السوية ومتسلحا بدعوة نبوية خاصة بالبركة لهذه البلاد اليمانية وكذلك البلاد الشامية ، وعندما نقول ان سبتمبر كان يوما فاصلا فهذه حقيقة لا غبار عليها فهي يوم انطلاق نحو الحرية يوم تكسير قيود الطواغيت يوم اعلان الانعتاق من ربق العبودية التي فرضت عليه قرونا من الزمن ومن يقول غير ذلك فما هو الا اسير للماضي الأسود اسير للعبودية التي رزح تحتها الشعب وفرض عليه التجهيل والتخلف قسرا حتى لا يرى شعاع الحرية ويلامسه بحواسه والا فمن الذي اعطى صكوك الولاية والملكية لطائفة سلالية جاءت نازحة الى ارض اليمن ولقيت ترحيبا حارا ومحبة من الناس ايمانا منهم ان هذه الطائفة تنتسب الى سلالة من بعثه الله رحمة للعالمين من بعثه الله ليخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن جور الأديان الى عدل الإسلام الذي جاء بالحرية لكل افراد المجتمع وقررها بأن لا فضل لأحد على احد الا بالتقوى حقيقة ثابتة ( ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) فكيف انقلبت هذه الموازين ؟ وكيف استغلت محبة الناس للتسلط على رقابهم ، نعم جاء سبتمبر مخلصا برجاله الاشاوس الذين حملوا على عاتقهم هذه المهمة الشاقة بعد ان استرشدوا واستلهموا محاولات عديدة سابقة بدأها قبلهم أناس قد دفعوا حياتهم ثمنا لكي ينيروا للشعب طريق الحرية ، انتصرت سبتمبر لأن الشعب التف حولها وكان تواقا للنصر رغم محاولات الثورة المضادة التي تكالبت بقضها وقضيضها الا ان الشعب كان لسان حاله ما قاله أبو الاحرار الشهيد محمد محمود الزبيري يوم من الدهر لم تصنع اشعته شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا رحم الله أبا الأحرار فقد قدم روحه رخيصة لينال هذا الشعب حريته ، صحيح ان سبتمبر تعرضت لنكسات وتآمر وربما منها ما كان خلال الثلث قرن الماضي حيث تسلق عسكري حصر اليمن في اسرته فكان هو اليمن واليمن هو ومن خلاله عاد النفوذ السلالي يتسلل الى مفاصل الدولة والمجتمع بالتدريج واستعد ليوم الانقضاض من جديد وان تغير الشكل لكن المضمون كان واحدا حاول شباب التغيير في فبراير 2011 تصحيح مسار سبتمبر والعودة بها الى ألقها ومسارها فكان لهم ما أرادوا وسقط النظام العائلي بل تم خلعه، لكنه سرعان ما استعان فيما بعد بما قد زرعه سابقا من تسلل العهد البائد وفكره الى مفاصل الحياة والمجتمع والدولة فكان انقلاب 21سبتمبر الذي كان حتى اختيار الموعد بعناية فائقة ولم يكن اختيارا عشوائيا بل بمدلول يحمل ابعادا كثيرة أهمها طمس هوية وثقافة 26 سبتمبر واستئصالها من المجتمع برمته ولهذا فان قائلهم قد قال ذات يوم وقبل نصف قرن إننا نخبة أُباة أشاوس سنعيد (الإمامة)للحكم يوماً بثياب النبي أو بثوب (ماركس) فإذا ما خابت الحجاز ونجدٌ فلنا أخوة كرام ب (فارس) ولهذا فقد كانت فارس في الموعد المحدد لإعادة مشروع البطنين والفخذين من جديد فكانت المقاومة وكان التصدي وكان الثبات من الشرعية ورئيسها المنتخب الذي حمل مشروع اليمن الاتحادي ليصل بالبلاد والعباد الى بر الأمان والذي نأمل ان يكون قريبا وسيردد الجميع ما صدحت به حنجرة الفنان الجنوبي فيصل علوي رحمه الله صنعاء سبتمبر تعانقها عدن شوقنا يكبر لمن فيها سكن كرمها الأخضر لعاشقها فتن كم بها نفخر على مر الزمن في ملامحها ملامحنا وتاريخ اليمن فيك يا صنعاء أمل تجمعي شمل الأحبة فاضربي أروع مثل في التصافي والمحبة ان شمسان البطل للقاء يخفق قلبه عاش يهواك وظل يمنحك شوقه وحبه/