د. عبده البحش
الدكتور احمد عوض بن مبارك شخصية يمنية فريدة جمعت من الخصال والمواهب والذكاء والتواضع والبساطة والقيم والأخلاق ما يجعل كل يمني حر طموح يعتز بهذه الشخصية النادرة، استطاع بن مبارك وباقتدار عالي الإمساك بالخيوط الرفيعة مع كافة المكونات السياسية اليمنية في مؤتمر الحوار الوطني، وتمكن من إنجاح تلك الملحمة الوطنية الكبرى والمعقدة في نفس الوقت، والتي على أساسها سيكون مستقبل اليمن الجديد رغم المشكلات والمعوقات والحمق السياسي عند بعض الأطراف المعتوهة التي لم تعي بعد استحقاقات المرحلة وتطلعات الشعب في الأقاليم الستة. كان بن مبارك يواصل جهوده الوطنية المخلصة في إرساء مداميك اليمن الاتحادي ويعمل في بيئة سياسية معقدة وخطيرة للغاية جمعت في جنباتها الجماعات الإرهابية والكهنوتية والديكتاتورية، مما جعله بمثابة الانتحاري الذي يخاطر بحياته من اجل الاخلاص ليمن العدالة والديمقراطية والمواطنية المتساوية، اليمن الاتحادي الجديد الضامن للحقوق والحريات والتوزيع العادل للسلطة والثروة وفق الية عصرية حديثة تضمن لكافة الأقاليم حق إدارة شؤنها بعيدا عن مفاهيم الولاية والعصبية وغيرها من اشكال الديكتاتوريات والأفكار اللصوصية المتخلفة. وبدلا من ان يكافئ الرجل على جهوده الوطنية الجبارة ويمنح الاوسمة والنياشين، قامت قوى التخلف والكهنوت والاستبداد والإرهاب والهمجية باختطاف الرجل واعتراض طريقه وهو يسير في العاصمة صنعاء متجها لحضور اجتماع مع اللجنة الوطنية للرقابة على مخرجات الحوار الوطني وهو حاملا معه الدستور الجديد، دستور دولة اليمن الاتحادي بغية مناقشته واقراره من قبل اللجنة ومن ثم طرحه للاستفتاء العام ومن ثم استكمال خطوات الانتقال السياسي السلمي للسلطة في اليمن. همجية الحوثيين ومن تحالف معهم اعترضت طريق السياسي المدني الوطني بن مبارك واختطفته الى جهة مجهولة دون وجه حق، مما يشكل جريمة ووصمة عار في جبين الجماعة الحوثية الهمجية البربرية، باعتبارها اعترضت مسيرة وطن واختطفت مستقبل شعب كامل وتسببت في خراب ودمار اليمن، فعلة همجية شنعاء اقترفتها المليشيات لتضيف الى رصيدها الاجرامي حلقة أخرى من حلقات الخزي والعار التي تلاحق هذه الجماعة الفوضوية الإرهابية الدموية الكهنوتية على مر الازمان. لم تقتصر همجية الحوثيين على اختطاف رجل دولة من الصف الأول مدير مكتب رئيس الجمهورية وامين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل فحسب، بل قامت الجماعة الحوثية بنهب ادواته الشخصية مثل اللاب توب وجهاز الهاتف والوثائق التي كانت بحوزته بما في ذلك الأدوات الشخصية التي لا يجوز مصادرتها شرعا وقانونا وعرفا، لكن الجماعة تجاوزت في همجيتها كل القيم والقوانين والأعراف والقيم والأخلاق، بل وتفوقت على كل جماعات المافيا والاجرام والإرهاب والتقطع والنهب والسلب والافساد في الأرض، مما يستوجب اخضاع هذه الجماعة الى عقوبة الحرابة وهي اقل عقوبة تستحقها كجزاء رادع لجرائمها المروعة بحق الابرياء. لم تكتفي الجماعة الحوثية بفصول الجريمة البربرية التي اوردناها فحسب، بل قامت بفحص واستعراض الصور والملفات والأرقام والاسرار الشخصية للدكتور احمد عوض بن مبارك سفير بلادنا حاليا لدى الولايات المتحدة الامريكية ونشر مقاطع منها في قناة المسيرة التابعة للميليشيات الحوثية الهمجية وكذلك نشر تلك التسجيلات والمقاطع الصوتية في مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية على شبكة الانترنت ونشرها أيضا في الصحف الصفراء التابعة للجماعة، وهو ما يشكل جريمة أخرى يجب ان تحاسب عليها هذه الجماعة. ان هذه الحادثة بحد ذاتها تكفي ان تكون درسا بليغا لكل يمني حر غيور وطني مخلص متطلع متحرر من كل اشكال العبودية ومحصن من كل الاعمال الفوضوية والهمجية، للبراءة من هذه الجماعة ومن سلوكياتها الهمجية المنحرفة وثقافتها المنحطة والضحلة القائمة على العنف والقوة والقهر وتكميم الافواه والاعتداء والتجبر والاستكبار واستضعاف الشعب اليمني ومحاولة اخضاعه لسلطتها الكهنوتية وعبثها المدمر لكل معاني الحياة العصرية التي تقتضي اعتماد الاليات الحديثة في ادرة شؤون الدولة والمجتمع وليس الملازم والزوامل المتخلفة. انني على ثقة بان مشروع المناضل الوطني الحر الدكتور احمد عوض بن مبارك سفير بلادنا في الولايات المتحدة الامريكية هو من سينتصر في نهاية المطاف وان مشروع العاصبة الحوثية زائل لا محالة كغيرها من الجماعات العنصرية والاستبدادية والهمجية، مثل حركة الحشاشين الشيعية والحركة القرمطية الشيعية والحركة النازية الألمانية والحركة الفاشية الإيطالية وهكذا، وكما قال السياسي اليمني المخضرم الدكتور ياسين سعيد نعمان ان المكان المناسب للجماعة الحوثية هو مزبلة التاريخ.