بعد سنوات عصيبة .. بن دغر يتمكن من رفع علم اليمن الواحد في الجنوب والجماهير من بعده

2017/10/18 الساعة 07:34 مساءً

 

بقلم ( لطيفة سالم)

بعد أن تمكنت مجاميع مسلحة – تدّعي الانتماء لجنوب اليمن والانتصار لقضيته وبالترهيب والتخويف – من إنزال علم اليمن الواحد من فوق منازل المواطنين وبعض الدوائر الحكومية هناك لفترة تقترب من سبع سنوات , تمكن حكيم اليمن رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر من إعادة الاعتبار لعلم الوحدة الذي يرمز لوحدة الشعب , والهوية اليمنية , والسيادة المستحقة فوق التراب اليمني , الذي لا فرق فيه بين شمال وجنوب , ولا شرق وغرب , بل يمن اتحادي لا عنصرية فيه ولا تفرقة بين جميع مكونات الأمة اليمنية التي تتشارك المصير والجغرافيا والتاريخ , وتتوزع فيها العلاقات الاجتماعية الطبيعية كأي شعب في أنحاء المعمورة.

يتحرك رئيس الحكومة في مهامه اليومية بنشاط دؤوب , وحس وطني عال , وبمسؤولية تنبذ العنف , وتتبنى الحوار والإقناع بمنطق العمل كبديل للجدال العقيم , والشعارات الجوفاء , والكلمات التي مل الشعب سماعها منذ عشرات السنين .. يتفق ويترجم حد المطابقة ما يعلنه الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية عن ضيق اليمنيين بجعجعة المسؤولين وتنظيرات السياسيين ومغامراتهم وتجاربهم الخاطئة المتكررة في الحروب والصراعات التي أوردت الوطن والشعب المهالك , وجعلته يقبع في آخر سلم العطاء الحضاري وشراكة المصالح مع الامم , بل وغهدار وقته وثرواته التي تحتاج لاستقرار وتعليم وبناء وتعاون بين الجميع من أجل النهوض به .

يحرص رئيس الوزراء ابن دغر على أن يكون متواجداً في العاصمة المؤقتة لليمن الاتحادي عدن , ويحرص في ذات الوقت على زيارة محافظات الوطن المحررة من أيدي الانقلابيين .. ليس من أجل الزيارة والتفقد لتلك المناطق فقط , وليس من أجل تسجيل الحضور السياسي لرئيس الحكومة وكفى , بل من اجل تفقد مستوى الإنجاز أو افتتاح مشاريع وعد بها , وأخرى يطمئن على مستوى ما تم إنجازه فيها , وغيرها وضع له حجر الأساس ووعد به في تلك الزيارات , وسيتابع إنجازه بنفسه , لأن هذه هي مسؤولية الإداري الناجح الذي يسابق الزمن ليعوض ما فات من فشل غيره , ويبني على أسس سليمة لمستقبل يعلم انه يتحرك حاطا سطور التاريخ الذي لن يرحم من فشلوا أو توانوا أو تكاسلوا في المهام الوطنية الملقاة على عاتقهم .. خصوصا والوطن يمر بظرف حساس وخطير يتطلب مضاعفة الجهود من أجل النهوض من العثرة الكبرى ليلحق بكل من التاريخ والمستقبل والإسهام الحضاري الخلاق والبناء الذي يليق بوطن بحجم اليمن .

فقد شاهدت جماهير الشعب في الجنوب والشمال والمهجر هذه الجهود التي لا ينكرها غير حقود متربص , أو عدو نفسه ووطنه وعدو الجهل المركب الساكن بين ضميره وعينيه .. فشاهد اليمنيون في كل مكان تحركات رئيس الوزراء أحمد بن دغر الأخيرة على مستوى الزيارات الخارجية والداخلية في سبيل النهوض بالقضية اليمنية , وتحريك ملف التنمية الجامد منذ انقضاض قوى الشر على السلطة وانقلابها على الشرعية في صنعاء , وما تلا ذلك العمل الغادر من حروب شنتها المليشيات الانقلابية الإرهابية على الشعب في عموم الوطن , واعتداءاتها المستمرة من تاريخ الانقلاب حتى اليوم على الشعب ومحاربته بالسلاح والتضييق والحصار والتدمير لكل ما هو جميل في الوطن , فضلا عن تدمير العلاقات الاجتماعية , وبث سموم الفرقة والعداوات والفتن , وقطع الأرزاق , وحصار الشعب في الداخل , وما يترتب عن حماقات وسلوكيات المليشيات ومن نهج نهجها في التضييق الذي طال فئات الشعب المهاجرة والمغتربة والطلاب الدارسين في الخارج , ولم تستثن أفعالهم وانتقامهم المنظم من الشعب غير فئتهم السلالية التي تعيش رغد العيش من دم ولحم وعظم المواطن اليمني داخل الوطن وخارجه .

لذلك ما من شك أن تمكن الحكيم بن دغر يوم أمس الأول من الانتصار بالحكمة والحزم والتواضع معاً من تثبيت دعائم الدولة التي يريدها وينتظرها الناس جميعا وخصوصاً في عاصمة اليمن الاتحادي المؤقتة عدن لهو انتصار مستحق .. لجميع ما تقدم من جهود وعمل , فكان ان رفع علم اليمن ونشيده الوطني الواحد , وزي عسكري واحد واحتفال عم الشمال والجنوب بالتزامن والتساوي بثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيدة , لينطق واقع الحال صادحاً بأن المصير والقضية اليمنية واحدة , والنجاح في الشمال يسر خاطر ابناء الشعب الواحد في الجنوب , وأية مشاريع تخدم ابناء الجنوب تثلج صدر مواطنيهم في الشمال لان من يفرق الشعب لا يسره الوئام والوفاق الوطني , ولا يريد للفرحة ان تلامس قلوب مواطن سواء في الشمال او في الجنوب .

بن دغر رفع علم اليمن ولم يرفع علماً غيره .. بن دغر بدأ ولحقه شعب ذكي من خلفه , يعرف من يوزع الشعارات , ويتحدث بما لا يؤمن به قلبه , ويعرف في المقابل من يعمل ليل نهار, وهمه وطن وشعب لماح يستحق التضحيات كهذا الشعب .