محمد بالفخر
كثرت كتاباتنا في الشأن السياسي واستطالت خلافاتنا في وجهات النظر المتعددة حول الواقع المعاش وكثرت التجاذبات المتعددة وغالبا ما يكون في خضم هذه التجاذبات ان يأتي من جهة الشباب ما يجبرنا على ان نتحد على رأي او على الأقل ندعو لأمر واحد،
الجمعة الماضية شهدت المكلا حاضرة حضرموت عرسا كرويا اتحدت فيه معظم أطياف المجتمع واشعل شباب حضرموت شعلة السلام والاخاء الحضرمي على ملعب الفقيد بارادم عندما احتشد الشباب بل وغيرهم من الكبار لمشاهدة نهائي كاس حضرموت فامتلا الملعب بالمشجعين وامتلات اسطح المنازل المجاورة وكذلك سفح الجبل المطل على الملعب هو الآخر كان له نصيب من المتفرجين الذين حرصوا على متابعة هذا الحدث الرياضي مباشرة الذي عاد ليجدد لرياضة حضرموت ما افتقدته منذ زمن ولعلها تشهد بروز نجم جديد يذكرهم بالأوائل الذين كتبت أسمائهم في سجلات التاريخ الرياضي من أمثال عبدالله باعامر وطاهر باسعد وبن ربيعه والعمقي وغيرهم الكثير في المهاجر الذين ينسبون الى الأصل الحضرمي كأمثال تركي بافرط واحمد بايزيد واحمد الصغير وعمر باخشوين وغيرهم من النجوم ،
وهنا اقف بالقارئ الكريم وعند الملعب المتواضع تحديدا والذي تم بناؤه في فترة ما قبل 1990م ولكن اذا نظرنا الى فترة ما قبل اثنى عشرة سنه والتي شهدت فيها حضرموت طفرة انفاق مالي رهيب بلغ مئات المليارات لم تذهب ادراج الرياح ولكنها قطعا ما وجدت لها طريق الى حسابات المتنفذين بل انفق منها الكثير على بعض المشاريع ذات التوصيف السفري! ولم يحصل الرياضيين منها على ملعب محترم يليق برياضيي ورياضة حضرموت ، ورغم بساطة الحدث الا انه يرينا كيف ان الجميع قد سئم حالة التوتر والتشظي التي تعيشها البلد بأكملها فلهذا يجتمعون حول أي فعالية ترسم لوحة سلام ووحدة قلوب بعيدا عن الصراعات السياسية التي اثرت سلبا في حياة الناس ،
مباراة نهائي كاس حضرموت حدث رياضي مهم ومتنفس للشباب يجب الاستمرار في دعمه وتحفيز الأندية للمشاركة بفاعلية وأظن ان محافظ حضرموت اللواء فرج سالمين البحسني بحضوره ورعايته لهذا الحدث الشبابي الهام قد اعطى رسالة مشجعة ان القادم أفضل بإذن الله وان الفعاليات والمسابقات الرياضية التي تجمع الشباب وتصقل مهاراتهم يجب ان ترعى بشكل رسمي وشعبي،
الفوز كان من نصيب فريق شعب حضرموت الذي توج بطلا لهذه المسابقة بعد فوزه على فريق سلام الغرفة من الوادي بهدفين مقابل هدف .
ونادي شعب حضرموت يكفيه انه حافظ على ارتباط اسمه بحضرموت منذ ذلك الزمن الذي جرت فيه محاولات طمس هذا الاسم من مسمى المحافظة وصار اسمها الخامسة بدلا من حضرموت .
عموما نبارك للفريق الفائز وحضا اوفر لسلام الوادي الذي نأمل ان يعم فيه السلام حقيقة، ونبارك للرياضة الحضرمية هذا الحدث الذي حرمت منه بقية مناطق البلاد منذ عدة سنوات،
كما نود ان ننبه المسؤولين وعلى راسهم محافظ المحافظة ان هذه المجاميع الغفيرة التي اشعلت الملعب وزينت ما حوله بهذا الحضور الشبابي المميز ان الشباب طاقة هائلة يجب ان تُحتَوى وان يوفر لها الجو المناسب لكي تبدع وتظهر مهاراتها، لمسنا الحماس والسعادة البالغة التي غمرت الشباب وشدة التفاعل مع الحدث وهذا يجعل امام قيادة حضرموت العديد من الخطوات والمطالب بأن يتم تفعيل ما يتعلق بأنشطة الشباب العلمية والرياضية والفكرية والفنية وغيرها من المجالات الإبداعية،
حضور المحافظ واشرافه واطلاعه على ترتيبات المنافسة لابد ان له الأثر الكبير عند الناس وهو حقيقة قريبا منهم فمن بينهم اتى وندعوه لبذل المزيد من الجهود فيما يخدم تقدم وتطور شباب حضرموت الذي اثبت تفوقه الفطري في العديد من المجالات وفي المهجر على وجه التحديد ورحم الله الشاعر والاديب علي احمد باكثير الذي قال ذات يوم
ولو ثقفت يوما حضرميا لجاءك آية في النابغينا.
شبابنا هم أمل المستقبل ومن يعول عليهم بناء الوطن وفيهم يجب ان يكون الاستثمار الحقيقي، يجب بناء جيل خال من الأحقاد السياسية والعداء القائم على الاختلافات الفكرية والايدولوجية لنبني وطنا يتسع للجميع يكرم فيه المبدع والماهر من أي جهة او طبقة او حزب ..
لم يعد للكيد والاقصاء مكان في العالم كله فلمَ يعمل الفاشلون على تكريسه داخل البلد الواحد .