لمن يدعي بأن الحوار قد فشل وعن سؤال/ لماذا فشل الحوار ؟

2017/11/13 الساعة 04:30 مساءً

إن أحد الأسئلة المهمة والتي يتسائل بها المواطن في أي مقام يأتي فيه ذكر (الحوار الوطني) هو سؤال / لماذا فشل الحوار؟

 

السائل بهذا السؤال يهدف عادةً لإختصار النقاشات المطولة حول مؤتمر الحوار للوصول إلى نقطة نقاش واضحة المحددات ليصل في الأخير إلى إجابة مركزة.

 

ويمكن بلورة إجابة مختصرة لهذا السؤال عبر الرد على سؤالين تفصيليين هما:

١- هل نجح الحوار في الوصول الى هدفه المباشر؟

٢- هل نجح الحوار في الوصول الى هدفه غير المباشر؟

 

وردا على السؤال الأول علينا معرفة الهدف المباشر لمؤتمر الحوار فوفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وكذلك إتفاقات اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني والتي أنشئت بقرار من رئيس الجمهورية وأيضا خطابات الأمم المتحدة التي حثت اليمنيين للإنخراط في مؤتمر الحوار الوطني فإن الهدف المباشر للحوار هو الخروج بوثيقة سياسية يتوافق عليها جميع الأطراف المشاركين فيه بحيث تحوي هذه الوثيقة على حلول لجميع المعضلات السياسية والإقتصادية والإجتماعية لليمن، وبناء على ذلك فإن مؤتمر الحوار نجح فعلياً بتحقيق هدفه المباشر فقد نتج عن الحوار وثيقة سياسية فيها حلول مقسمة على تسعة أبواب تمثل تسعة قضايا رئيسية نوقشت أثناء إنعقاد مؤتمر الحوار أهمها (القضية الجنوبية) والعدالة الإنتقالية وبناء الدولة.

 

وبالنسبة للسؤال الثاني علينا اليقين بأن كل طرف سياسي شارك في الحوار له بكل تأكيد هدف غير مباشر وغير معلن - على الأغلب - من إنخراطه في الحوار - هذا هو حال عالم السياسية- ويحق لنا أن نسأل : هل كانت أهدافهم غير المباشرة متسقة مع تطلعات الشعب وآماله أم أنها معبرة عن مصالحهم وفقط؟

 

لكن يبقى تطلع الشعب من مؤتمر الحوار الوطني والذي يمكننا أن نعتبره الهدف غير المباشر له هو إيقاف حالة الإحتراب الدائم في اليمن.

 

ومن هذه النقطة نجد أن كثيرا من أفراد المجتمع يعتبرون أن مؤتمر الحوار قد فشل لأنه لم يوقف حالة الإحتراب هذه بدليل جميع الأحداث التي تلت إنتهاء مؤتمر الحوار في يوم الإعلان عن وثيقته الموافق الخامس والعشرين من يناير من عام ٢٠١٤م.

 

أساس المشكلة ليست في مؤتمر الحوار أو هدفه بل في نية بعض الأطراف المشاركة فيه، فهم شاركوا بنية التموضع إستعدادا لحرب جديدة يبتدؤها ليستحوذوا على السلطة والثروة في البلد، أي أنهم أرادوا الحرب مع سبق الإصرار والترصد، فمن الناحية النظرية مهما كانت المخرجات ومهما تغيرت معطيات الحوار وآلياته وأعضائه فلن يغير ذلك حقيقة سعي هؤلاء للحرب وهذا ليس عيب في الحوار كفكرة وآلية وأهداف ونتائج بل عيب وعلة فيهم.

 

وبذلك فإن الحوار لم يفشل فهدفه المباشر قد تم وموجود ومتمثل بوثيقة سياسية تعتبر اليوم هي المرجع السياسي الأهم لهذه المرحلة وهي مرتكز السلام الحقيقي والتي ستنهي عقودا من الصراعات والحروب - كما هو الهدف غير المباشر من الحوار - وهذه الوثيقة في الأساس نواة لدستور الوطن الجديد المنشود.

 

 

*عضو الهيئة الوطينة للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.