الجنرال ... وثعابين المخلوع

2017/11/21 الساعة 10:31 صباحاً


✒يسلم البابكري

قبل أكثر من عشر سنوات كان علي محسن ورفاقه سالم قطن وحميد القشيبي وفيصل رجب وجواس  وآخرين من ضباط وجنود الجيش الوطني يواجهون في جبال صعدة وحرف سفيان ثعابين الإمامة التي أطلقها علي عبدالله صالح هناك ، كان صالح يهدف ويعمل بجد للتخلص من تلك القيادات كما فعل مع غيرهم ولإنهم قيادات وطنية فعلوا مايجب عليهم بمهنية العسكري الذي يعتبر شرفه مقدم على حياته ..
مرت الأعوام سريعا واندلعت ثورة التغيير وحين واجهها المخلوع بوحشية كانت تلك القيادات الوطنية على العهد وأعلنت موقفها التاريخي بمناصرة الثورة والإنحياز للشعب وتوجهاته ودعمت الخيار السلمي الذي يحافظ على البلد من التفكك والضياع ..
عندما بدأت ثعابين المخلوع تنتشر في كل مكان لتحقن سمومها في جسد الوطن كانت تلك القيادات ايضا متمسكة بشرفها العسكري وفية له فدفع حميد القشيبي حياته كما دفعها سالم قطن وعبدالرب الشدادي واحمد سيف اليافعي وكان فيصل رجب ومحمود الصبيحي يسابقون الجند في المواجهة ..
الحقيقة التي لايمكن لعاقل جحودها أن مدرسة الفرقة الاولى مدرع لم تكن مجرد تشكيل عسكري بل كانت مدرسة وطنية للانتماء الوطني ، يوم تحولت بقية التشكيلات الى مليشيات كان الضباط والجند الذين تخرجوا من مدرسة الفرقة يمتلكون حسا وطنينا وحصانة ضد التحول الى مليشيات ، حتى بعد أن تفرقت الفرقة وانتهت كتشكيل بقيت القيم التي زرعت في خريجيها باقية لتشكل من جديد لبنة جيش وطني لا مليشيات ..
كان علي محسن شخصا مثيرا للجدل خلق الإعلام الظالم حوله أساطير لكن ما لايستطيع  أحد إنكاره أن الرجل ظل متشبثا في كل مراحل حياته بانتمائه المؤسسة العسكرية الوطنية الخالصة  ..
لقد نال المخلوع وثعابينه من الكثير من رجال ورفاق الجنرال ونجى من كيدهم باللطف الالهي حين كان آخر من وضع سلاحه يوم اجتاحت الثعابين صنعاء وكل اليمن ..
عندما كان في الرياض يشرع مع الرئيس هادي في ترميم مؤسسات الشرعية وممارسة العمل السياسي كرجل دولة كانت الأقلام والألسن تنهشه باعتباره اعتاد حياة الراحة والدعة ويوم أن استدعى الواجب أن يكون قريبا من مسرح العمليات ويسابق جنوده وهو الكبير في السن ويتسلق معهم قمم الجبال لم يسلم وكذلك الشرف الرفيع لايسلم حتى تسال من جوانبه الدم وأقسم أنه حتى لوسال منه الدم لما وجدنا غيرالتشفي ..
في التاريخ السياسي الحديث لليمن كان الجنرال أحد الشخصيات الهامة فيه وهذا يدركه الخصم قبل الصديق والخارج قبل الداخل على امتداد هذه الحقبة فتشوا عن موقف وطني حرج فستجدون أن الجنرال كان في الصف الوطني حتى لو كا خيارا صعبا ومكلفا وبعيدا عن الخيارات الآخرى حتى ولو كانت آمنة ومريحة ...
#يسلم_البابكري