?يسلم البابكري
في نهاية عام 2010 كان علي عبدالله صالح قد أغلق كل باب للتفاهمات السياسية وسد أي أفق لمطالب الاصلاح السياسي وتنصل من كل الاتفاقيات ورمى بها عرض الحائط ، عندها قررت المعارضة وعلى رأسها (الاصلاح) النزول للشارع فيما عرف (بالهبة الشعبية) لتشكيل رأي عام مجتمعي سلمي للضغط على النظام لتدارك الوضع ، فاصم النظام أذنيه رغم أن المعارضة أبقت الباب مفتوحا لكن بلا جدوى ، تطور الوضع الى ثورة شعبية بعد أشهر قليلة واجهها صالح ورفض الاستجابة رغم بقاء قنوات للتواصل والوساطة لايجاد حل وايضا بلا جدوى فما بلغ المد الثوري مداه ورفع سقفه كان صالح يعض أصابع الندم على إغلاق باب الحلول السياسية فتحول من رئيس بكامل الصلاحيات الى (زعيم) مشحون بالرغبة في الانتقام أوصله في يوم من الايام الى عض أصابع الندم على أنه لم يستجب يوما للحل السياسي ولا للرغبة الشعبية ولا للنصائح الصادقة وتحديدا من ( الاصلاح) لكن الوقت قد فات ..
لايجب بحال أن تستنسخ تجربة تعامل صالح مع ( الاصلاح) من القوى الأخرى فلمصلحتها اولا أن تفتح عقولها لما سيقوله فلن يجدوا الا صدقا في النصح وجدية في التعاون وقدر ضخم من التنازل ومستوى عال من المرونة ، لا مصلحة أبدا في استعداء الاصلاح ولا رسم صورة غير حقيقية عنه ، فقط اعملوا جرد منطقي لمواقفه وخطابه ودعواته خلال العشر السنوات الأخيرة لتصلوا الى قناعة أنه لا مصلحة أبدا في أن تخسروا الاصلاح ولا أن تكسروه ..
#يسلم_البابكري