تعز عصامية

2018/04/16 الساعة 01:11 صباحاً

 

? يسلم البابكري

نوبة هيستريا حادة انتابت كهنة تزييف الوعي  من خروج ابناء وأقرباء الشهداء والجرحى والمحاصرين المعذبين في تعز ضد محاولة اعادة تدوير القتلة وانتاج كيانات مسلحة خارج الشرعية فشنوا حملة شعواء ضد المدينة وأهلها وقواها واتهموها بكل نقصية حتى فسر أشقاهم هذا الخروج بأنه ضد التحالف العربي، وكأن قتلة الأمس شركاء الإنقلاب هم أصحاب الحق والمظلومية، وكأن المدينة التي جادت بشبابها ونسائها ورجالها ولم تخضع لكهنوت سلالي هي الظالمة المتمردة..

لم تقاوم مدينة كما قاومت تعز، ولم تصمد مدينة يمنية كما صمدت، ولم تستعص على التفتيت والملشنة كما فعلت، ولم تتمسك بخيار الدولة والشرعية ورفض الكيانات الموازية مثلما فعلت تعز.. كل ذلك بظهر مكشوف تماما وتلقت الضربات من كل اتجاه لكي تركع وتخضع فصمدت، حرمت من كل أدوات التحرير والصمود وجوعت وحوصرت لكي تستلم فاستعصت، يراد لابن الشهيد وأمه والجريح المقعد أن يخرج مرحبا بمن قتله وتلذذ بعذاباته لكن الحر لايقبل ذلك وتعز حرة لاتهان..

رسالة تعز بالأمس كانت واضحة بينة وخياراتها محددة تقول: لقد خرجنا بالسلم ننشد دولة مدنية عادلة، خرجنا بصدورنا العارية فأحرق ابناءنا في الخيام، وقتلت حرائرنا أمام الكاميرات، ثم هوجمت مدينتنا فخرج الرجال والشباب بما لديهم من سلاح والنساء تشاركهم الصمود.. خرجنا ندافع عن مدينتنا في وجه الغزاة وعن مشروع الدولة والشرعية بلا أدنى مقومات للصمود.

ثلاث سنوات والقتلة على أبواب المدينة يقصفونها بالمدفعية والصواريخ، ونشيع كل يوم ضحايانا ونتقاسم الألم دون أن نخضع للقتلة ولا لمشاريعهم.. فعلنا ذلك ونحن نتجرع مرارة الخذلان، حتى جرحانا لم يسلموا من الاهانات والايذاء، واليوم وبعد سنوات الصمود التي أصبحت فيها مدينتنا ركام وأطلال يراد منا أن نرحب بالقاتل وأن نسلم مدينتنا للفوضى والخراب.. دماء شهدائنا تأبى ذلك وسنبقى رافضين لتبييض صفحات من سفك دمنا وسنبقى أوفياء لمدينتنا ولن نسلمها للخراب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ?ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ