د.عبده البحش
تابع الجميع وخاصة الكتاب والصحفيين والمثقفين والمهتمين بالشأن السياسي اليمني تغريدات محمد علي الحوثي على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تزامنت مع بداية الهجوم البري والجوي الواسع لتحرير مدينة وميناء الحديدة في عملية النصر الذهبي التي اطلقها التحالف العربي لدعم الحكومة اليمنية الشرعية في اليمن، حيث غرد الحوثي بأريحية كبيرة قائلا بالحرف الواحد "لقد تلقينا وعودا من الأمريكيين والبريطانيين بأنهم لن يسمحوا للسعودية والامارات بمهاجمة الحديدة، ولذا فإننا نحمل الامريكان والبريطانيين المسؤولية الكاملة عن هذا الهجوم.
لكم ان تتصوروا أيها القراء الأعزاء حجم التناغم السري بين الامريكان والبريطانيين والحوثيين الدجالين الكذابين والمنافقين والعملاء والمرتزقة، الذين ادوشونا وادوشوا العالم كله بصراخ الموت لأمريكا. هذا هو حال الحوثي يصرخ كالمجنون بشعارات الموت لأمريكا ويلتقي الأمريكيين في جلسات سرية يتآمر معهم ويتناغم مع مصالحهم واطماعهم ويقدم نفسه حاميا وحارسا لأطماعهم ومنفذا لأجنداتهم الاستعمارية، وهذا الاعتراف العلني من محد الحوثي بالعمالة والخيانة والتواطؤ مع الامريكان والبريطانيين، وهذا الاعتراف لن يكون الأول ولا الأخير.
الحوثيون دائما يقعون في شر أعمالهم من خلال تصريحاتهم الغير محسوبة، ذات مرة صرح أحد أعضاء المكتب السياسي انهم أقدموا على اتخاذ خطوة الإعلان الدستوري المكمل بناء على تفاهمات مسبقة مع السيد جمال بن عمر وهوما يكشف حجم التماهي الحوثي مع الاجندات الدولية وخاصة الامريكية والبريطانية، فالسيد جمال بن عمر كما نعرف هو مبعوث أمريكا وبريطانيا في الدرجة الأساس قبل ان يكون مبعوث المنظمة الدولية الأمم المتحدة التي تستخدم كأداة من أدوات تنفيذ السياسة الخارجية الامريكية.
مشهد اخر من مشاهد الهفوات التي يقع فيها قادة الجماعة الحوثية الدموية الإرهابية، وهذه المرة نجد ان بطل المسرحية المخزية هو الممثل البارع محمد عبد السلام فليته، الذي اخذه الانفعال وأفقده الحسابات السياسية عندما استفزهم السفير الأمريكي بتصريحات نارية تعليقا على مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، حيث وصف الحوثيين بأنهم جماعة دموية قتلت حليفها بطريقة وحشية في اول خلاف بينهما، فما كان من محمد عبد السلام الا ان يرد على السفير الأمريكي كاشفا التفاهمات السرية بينهم وبين الامريكان قائلا للسفير الأمريكي "وفر دموع التماسيح أيها الشيطان ألست انت من قال لنا في سلطنة عمان لماذا تتحالفوا مع رجل طاغية وفاسد مثل علي عبد الله صالح؟"، الامر الذي ينبئ ان الجماعة الحوثية قتلت حليفها صالح بضوء اخضر من الامريكان انفسهم، وفي الختام قال فليته للسفير الأمريكي لو كان لإبليس القدرة على التمثل في صورة انسان لتمثل بصورة السفير الأمريكي. هذا هو حال من يصرخون الموت لأمريكا.