عزيزي فتحي بن لزرق ...

2018/07/02 الساعة 09:06 مساءً


حمدا لله على سلامتك وخروجك من السجن ، بقدر السرور باطلاق سراحك وخروجك سالما فهناك ألم شديد لا حدود له لهذا الحال الذي تعيشه عدن خاصة والجنوب عموما وهذا الحال تعرف ونعرف أنه لم يتشكل فجأة بل هو امتداد لضخ كبير وتعبئة وتهييج بلا حدود ولا عقل ..
عشر سنوات عزيزي فتحي وأكثر والجنوب يحقن بجرعات مخيفة من الكراهية والأحقاد والعنصرية التي باتت حرائقها تنتشر في كل مكان ، عشر سنوات من الخطاب المجنون الذي لارؤية ولا افق ولا حدود له غير تضليل الناس وتشتيت وعيهم وتحطيم حاضرهم وبعثرة مستقبلهم ..
عشر سنوات من الشعارات الجوفاء التي تشابه الى حد كبير اخواتها التي  قيلت في سبعينيات القرن الماضي فخلفت أحزان ومآس وأوجاع لم نستلهم منها عبرة ولادرس ..
خرجت يافتحي من السجن الذي قضيت فيه ساعات قليلة لكنك خلفت وراءك سجون كثيرة بها مختطفين غاية أملهم  ومرادهم أن تصبح زانزينهم لحود ومعتقلاتهم مقابر ..
قلقت أسرتك وانزعج محبوك فكيف بأم وأب وزوجة وابن لايعرفون عن مصير ذويهم شيء ولم يسمعوا لهم صوت ولا يعرفون عنهم خبر  ..
ثلاث سنوات يافتحي منذ قلنا أننا امتلكنا قرار أنفسنا فما الذي  صنعناه فيها مارسنا ظلما لم يبلغ النظام السابق خلال ربع قرن معشاره  ولا أقل وفسادا يفوق الخيال وتحطيم للقيم ودوس على النظام وتأصيل للفوضى وتدمير لكل جميل واظهار لكل سيء  وقبيح واذا سألنا عن السبب فلاشك أن الجواب مؤلم لكن وجع الجواب خير من العيش في وهم زيف الشعارات ..
عزيزي فتحي ربما الوقت غير مناسب للعتب واللوم لكن أقل مايمكن أن نقوله جميعا هو صوت قوي مسموع يخفف أوجاع معذب في زنزانة وقهر حر كريم سلبت حريته ودموع أب وأم وزوجة وطفل نكدت حياتهم لتكن قضية الاختطاف والاخفاء قضية رأي عام وهم مجتمع  وملف أسود يجب أن يغلق ..
#يسلم_البابكري