بالرغم من ان الماكنة الحوثية الإعلامية العميلة لإيران والمتواطئة مع الاجندات المخابراتية الدولية امعنت في الإساءة الى الهامة الوطنية الدكتور احمد عوض بن مبارك سفير بلادنا لدى الولايات المتحدة الامريكية ومندوب اليمن لدى الأمم المتحدة، الا ان بن مبارك بقي الشاهد التاريخي الأبرز على خيانة الحوثي للثوابت الوطنية اليمنية وعلى رأسها الوحدة اليمنية والسلام والامن الاجتماعي، ناهيك عن العمالة الواضحة للقوى الإقليمية الحاقدة والمتربصة بشعبنا ووطننا اليمني الكبير.
ما زلنا نتذكر بل ويتذكر الجميع خساسة الماكنة الإعلامية الحوثية، التي تعدت الخطوط الحمراء في جرائم النشر وكيل الأكاذيب والاباطيل ضد المناضل الكبير الدكتور احمد عوض بن مبارك عندما كان امينا عاما لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، وخاصة عندما أقدمت جماعة الحوثي المارقة والمتمردة على اختطاف بن مبارك وهو يؤدي واجبه الوطني في إطار استكمال خطوات المرحلة الانتقالية السلمية، ومن ثم قامت تلك الجماعة المارقة بتشويه الشخصية الوطنية الفذة امين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل لتصفه بالخيانة والعمالة للقوى الدولية الكبرى وتتهمه بالتآمر على اليمن دون ان تدرك تلك الجماعة الإرهابية المارقة انها تقترف اشد وابشع صور الخيانة والعمالة من خلال السطو على الهاتف الشخصي لبن مبارك والاطلاع على المعلومات والخصوصيات السرية والشخصية التي لا يجوز لاحد مهما كان الكشف عنها كونها ملفات شخصية وعائلية لا يجوز المساس بها عرفا وقانونا.
انتهجت الجماعة الحوثية الإرهابية المارقة مع الدكتور بن مبارك أسلوب "قله يا اعور قبل ما يقول لك" وهو أسلوب سخيف يتندر منه اليمنيين بهذا المثل المذكور انفا، حيث ان الجماعة الحوثية المتمردة كانت تعي ان بن مبارك يعرف الكثير من اسرارها وخفاياها وخياناتها الوطنية الكبرى والتي دائما ما تغطيها بشعارات الموت (لأمريكا والموت لإسرائيل)فسارعت تلك الجماعة لتشويه واتهام بن مبارك بالعمالة والخيانة حتى لا يفضحها في يوم من الأيام وتفاديا لذلك مارست الجماعة أسلوب الضربات الاستباقية للخصم "قله يا أعور قبل ما يقول لك" وهي سياسة مفضوحة هدفها ضرب مصداقية السفير والسياسي المحنك بن مبارك الذي كانت تتوقع انه سيفضحها في يوم من الأيام.
لقد ارادت الجماعة الحوثية الانقلابية الغوغائية تشويه بن مبارك حتى لا يصدقه الناس عندما يعلن للملأ ويكشف خيانة الجماعة الحوثية وتواطؤها مع الاجندات والمخططات الدولية والإقليمية الرامية الى تدمير اليمن ارضا وانسانا استجابة لنزعة الحقد الفارسية المجوسية الخسيسة ضد شعبنا اليمني وامتنا العربية المجيدة، ومع كل ذلك لم ينكسر بن مبارك ولم يطأطئ رأسه للحوثي عميل إيران، وانما فضح الحوثي في المحافل الدولية الكبرى واسمع القاصي والداني شهادته التاريخية على خيانة الحوثي للوطن والشعب اليمني العظيم.
تحدث بن مبارك بكل صراحة وشفافية ومصداقية عما دار من حديث بين المبعوث الاممي السيد جمال بن عمر والعميل الإيراني عبد الملك الحوثي في صعدة اثناء لقاء سري مغلق حضره بن مبارك ليكون شاهدا على العصر وناقلا امينا لما دار من حوار بين بن عمر وعبد الملك الحوثي، حيث حاول الحوثي عبثا اقناع جمال بن عمر ان اليمن ملكا حصريا لسلالته وانه يجب على الأمم المتحدة والقوى الدولية الكبرى ان تتعاطى مع هذه الحقيقة مقابل ان يكون الحوثي العميل السري للقوى الدولية الكبرى والحصري لإيران الفارسية الشعوبية في المنطقة.
أجاب بن عمر قائلا للحوثي إنك لن تستطيع حكم اليمن بمفردك لان الغالبية العظمى من سكان اليمن يرفضون سلالتك ويرفضون مذهبك وسياستك وطريقتك في الحكم، انت تعرف ان لا أحد في الجنوب سيتقبل سلالتك، رد الحوثي قائلا سوف اقاتل في الجنوب حتى اخر رجل من رجالنا، قال بن عمر وماذا عن تعز واب والحديدة هذه مناطق سنية لن تتقبل سلالتك ومذهبك الشيعي، رد الحوثي الشمال حقنا حكمناه وسنحكمه بالقوة وكان الحوثي يرفع يده ويلوح بعضلاته الامر الذي اضحك السيد جمال بن عمر.
نستخلص من هذا الحوار الصريح بين السيد جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك وعبد الملك الحوثي جملة من الأمور التي يفهم منها مدى خيانة الحوثي للثوابت الوطني وللسلام والامن الاجتماعي، اذ نجد الحوثي يتحدث بأريحية مع بن عمر وهو مالم يفعله الحوثي في خطاباته العلنية للشعب اليمني كلها، حيث نجد تناقضا معيبا بل وخداعا مزريا يمارسه الحوثي مع الشعب اليمني الذي يمقت الحوثي جملة وتفصيلا.
ثانيا نستخلص من الحوار الذي دار بشهادة بن مبارك ان الحوثي قد تنكر لمخرجات الحوار الوطني الشامل رغم انه تبناها كأحد اهداف ثورته المشبوهة وهذا يعني كذب الحوثي وخيانته للشعب اليمني وخداعه الواضح في التناقض المعيب بين ما يظهره ويصرح به وبين ما يخفيه الحوثي ويكيده للشعب اليمن في الخفاء من دسائس ومكائد لا يعلم ابعادها وتداعياتها واخطارها الا الله وحده.
ثالثا نستخلص من شهادة بن مبارك إصرار الحوثي على مصادرة الإرادة الشعبية والحريات والديمقراطية وحقوق الانسان والسعي بشكل واضح الى إقامة نظام ولاية الفقيه في اليمن على غرار نظام الإرهاب والتطرف في إيران طالبا من السيد بن عمر ومن القوى الدولية الكبرى مساعدته في تحقيق هذهالغاية مقابل ابرام الصفقات الخيانية مع كافة القوى الدولية والإقليمية طالما وان تلك القوى ستضمن له ولسلالته البقاء في الحكم.
رابعا نستخلص من شهادة بن مبارك ان الحوثي كان كاذبا ومخادعا فيما ادعاه من ثورة ضد الفساد والغلاء والزيادات السعرية التي اتخذ الحوثي منها قميص عثمان للتسلق والوصول الى السلطة واعدا الشعب اليمن بالرخاء والازدهار والثراء، بينما كان يضمر الحوثي في نفسه الانتقام من كافة اليمنيين والسعي الى تجويعهم وافقارهم وارهابهم وتشريدهم وتجهليهم واحتكار الثروات في ايدي سلالته فقط وهو ما اتضح بالفعل من خلال الممارسة الحوثية الرامية الى جعل اليمنيين كالعبيد تحت سلطتهم القمعية الديكتاتورية الكهنوتية، وفي الختام نقول بكل صدق ووضوح وامانة مع الأدلة الثابتة صدق بن مبارك في شهادته على خيانة الحوثي وكذب الحوثي في كل ما ادعى.