المجلس الإنتقالي:
عبدالوهاب هادي طواف
شخصياً؛ أتمنى إطفاء كل الحرائق المشتعلة في وطني اليمن؛ بحلول مُنصفة وعادلة ونهائية.. سنوات طويلة مرت علينا ونحن نصحوا وننام على تنظيرات لمظلومية القضية الجنوبية وقضية صعدة..
بعد 2012 جاءت الفرصة لأصحاب القضية الجنوبية لحكم الجنوب؛ وعلاوة على ذلك؛ صاروا كذلك في كل مفاصل دولة الوحدة..
وبعد 2014م صاروا أصحاب قضية صعدة حكاماً للشمال؛ وظلمة لليمن بأسرها...
النتيجة: حروب وفساد وفشل ودماء؛ وصلت كل منزل في اليمن؛ طالت صغيرنا وكبيرنا؛ وتحول الشعب اليمني إلى سجناء ومشردين ونازحين ولاجئين.! ومن لم يموت بألغام الحوثي مات جوعاً وقهرا.
شخصياً؛ أنا مع حل قضية الجنوب بشكل جذري وبحل يرضي كل الجنوب؛ ويحفظ الشمال من إفرازات صراع الأخوة في الجنوب ومن إبتزاز البعض منهم، ويكفي الشمال مواجهة مشروع الإمامة وإرهاب إيران.
في حديث لي أمس مع "شخصية عربية" هو على علاقة مباشرة بالملف اليمني..
قلت له: أرى أن الإنفصال هو حل جذري وناجع للقضية الجنوبية؛ وهو يصب كذلك في صالح الشمال، وأضفت قائلا له: إن المجلس الإنتقالي قد حسم وحزم أمره في المضي قدما في موضوع الإنفصال ولن يتراجع.
قاطعني ضاحكاً وقال: لا إنفصال ولا يحزنون؛ كلهم يبحثوا عن نصيبهم في الكعكة؛ وماتراه اليوم من ضجيج هو فقط للفت الأنظار إليهم ومنحهم نصيبهم من تلك الكعكة.
وأضاف: مايقولوه في الإعلام للبسطاء يختلف عن مايطرحوه للخليج والغرب حول وجهات نظرهم في الحلول؛ كما يختلف مايقولوه في الشارع الجنوبي عن مايطلبوه من الرئيس هادي عبر الوسطاء سرا..!!
الخلاصة
التلاعب بقضايا مصيرية بهذا الشكل مؤلم ومحزن.
يحزنني تحول حياة الناس وحاضرهم ومستقبلهم إلى أداة رخيصة للتكسب الشخصي والحزبي والمناطقي.
من جهة أخرى قال لي صديق من صنعاء: لو دجاجة جدتي معها عقل وأسنان أن مع الحوثي عقل يردعه عن طرح قضايا سخيفة كقضية الولاية في اليمن؛ خصوصاً أنه يواجه شعب ماعاد عنده نفس يصدق الصدق ناهيك عن الخرطي.
رديت عليه: تقرص العافية؛ وحافظ على دجاجة جدتك لا يجوا ينهبوها.!
لندن
5 سبتمبر 2018م.