أعانك الله يا معين

2018/11/01 الساعة 03:28 مساءً

 

 

محمد بالفخر

 

 

      قبل أسبوعين صدر قرار رئيس الجمهورية بتعيين الدكتور معين عبد الملك سعيد رئيسا لمجلس الوزراء وسرعان ما انهمرت الكتابات في وسائل التواصل الاجتماعي على وجه التحديد ما بين محلل للأسباب التي أدت الى ابعاد د. بن دغر وتكليف معين وما بين راصد للتوقعات واحتمالات النجاح من عدمه بينما انشغل الكثير بأصله وفصله وقبيلته وقريته وتمّ التصنيف الفوري لتوجهاته السياسية وانتمائه الحزبي وبين من يؤكد ومن ينفي هذه الحقيقة او تلك المعلومة وربما لم يتطرق احد فيما قرأت الى برنامجه ، وفي نهاية المطاف وبغض النظر عن كل ذلك فاختياره من قبل ربان السفينة  فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لم يكن لمجرد ضربة حظ او اختيار بالقرعة فلم يكن اختيارا من فراغ فقطعا ثقته الكبيرة به هي من الدافع الرئيس خلف هذا التعيين بحمل الأمانة ليعينه في قيادة سفينة الوطن ،

وإذا نظرنا للواقع فإنها حمل ثقيل على عاتق الدكتور معين فعليه ان يدرك انها تكليف وليست تشريف فأنظار ما يقارب ثلاثون مليون مواطن يمني مركزة عليه لتنظر الى سفينة الوطن اين مسارها  الآن في هذا  المحيط العميق ذو الأمواج  المتلاطمة المؤثرة في جسم السفينة ونحن نعرف ان الأمواج عاتية فقد تعصف بها وتلقي بها في قاع سحيق لا قدر الله فعليه المشاركة في قيادة هذه السفينة بمهارة فائقة لتصل بسلام  الى بر الأمان ومن اساسيات الوصول لبر الأمان
أولا: تلافي أخطاء من سبقوه

ثانيا: انهاء حالة الاغتراب للحكومة وتثبيت مقامها في العاصمة المؤقتة عدن ولتثبيت ذلك سرعة تعيين محافظا لعدن من أبنائها وان كان أبناؤها عازفون عن المناصب فليكن محافظا يحمل صفات القوة والأمانة من غير الريف المجاور وبعد ذلك انهاء حالة الاختطاف لمبنى المحافظة ومنزل المحافظ.

ثالثا: حل المليشيات الأمنية والعسكرية الغير خاضعة لسلطة الدولة.

رابعا: إدارة الموانئ والمطارات إدارة مباشرة دون أي تدخل من أي جهة.  

خامسا: الاشراف المباشر على تصدير النفط والغاز وإعادة النظر في أي اتفاقات مشبوهة كانت من قبل.

سادسا: إعادة النظر في التعيينات التي تمت لأولي القربى والمؤلفة قلوبهم وعدم مكافأة أعداء الثورة والشرعية بما لم يستحقوه.

سابعا: الإسراع في تفعيل مشروع الأقاليم ليكون واقعا في المناطق المحررة وما تبقى من محافظات أخرى يتم تأجيل التحاقها حتى استكمال تحريرها.

ثامنا: الاهتمام بقضية المغتربين وإيجاد الحلول الكفيلة مع الدول التي يقيمون فيها وذلك للحفاظ على الحد الأدنى من سبل العيش الكريم وحتى لا يتحول المغتربون الى عبء جديد والى استغلال من قبل المناوئين للمشروع الوطني.

تاسعا: الاختيار الأمثل للطاقم الإداري حوله واعطائهم دورات في أسس وابجديات التعامل مع المواطن البسيط بنفس الأسلوب والمستوى الذي يتعاملون به مع الأثرياء والوجاهات الكبيرة بدون زهو او استعلاء.

هذه بعض الخطوط العريضة التي آمل ان تصل اليه وهي عباره عن هموم معظم المواطنين طرحتها بما نتحمله من مسؤولية امانة القلم الذي ارتضينا السير في طريقه،
وكلي أمل ان الدكتور معين قطعا سيسعى للنجاح وخاصة اذا ما علمنا انه كان من ضمن شباب ثورة التغيير التي قامت لإعادة مسار ثورتي سبتمبر واكتوبر الى مسارهما الصحيح بعد اختطافهما من قبل المشروع العائلي الذي أوصل البلاد الى هذا المنحدر السحيق بعد إدخالها في نفق مظلم نسأل الله ان نجد النور في آخره.

خاتمة شعرية:

للشاعر الحضرمي حسين ابوبكر المحضار رحمه الله

منذ ربع قرن يا ربان السفينه

والريح لك ينقلب عا كمين عينه

حافظ على الخن يا حافظ على المكينه
والخن وسطه ذهب وجواهر ومرجان

 للبحر أهوال قد نحنا عارفينه

كم فيه ندخل ونرجع من حيث جينا

طال السفر طوّلت وامتدّت سنينه

كلّما استمر السير جا عاكر وطوفان

 اقبض دفة السكان الى حيث الأمان
http://adengad.net/news/345994/