عيد بأي حال ؟!!

2013/08/03 الساعة 05:16 صباحاً

في سؤال طرحته على شبكة التواصل الاجتماعي سألت عن اكثر شيء يعاني منه اليمني قبل العيد وكنت على يقين داخلي بأن الاجابة الاكثر ستكون الفقر لولا ان الاجابات اعادت الى ذاكرتي وصف الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل اليمن بأنهم ارق قلوبا وألين افئدة وبأن الايمان يمان والحكمة يمانية.

البعض يعاني عندما ينظر الى الناس الأشد فقرا منه فيحمد الله على حاله وفي ذات الوقت يشفق على حال هؤلاء الذين يستقبلون العيد وهم في اشد فقرهم .

البعض يأسف على ذهاب رمضان ويخشى ان يمضي الشهر الكريم وهو لم ينل شرف المغفرة والعتق من النار فيه.

البعض يعاني وهو يتذكر اقرباء كانوا معه في العيد السابق فانتقلوا الى جوار ربهم.

النساء يساورهن هم التنظيف والتشطيب والتكعيك المتعود عليه قبل العيد.

احداهن تقول انها بدأت تحسب عوادة العيد من الآن (عسب العيد).

اما المغتربون فهمهم اكبر من ان يكتب فكل ما يودونه في العيد ان يكونوا بين اهلهم فما أقسى العيد في الغربة عندما يشاهد المغترب ابناء البلد الذي هو فيه وكل منهم يخرج مع اولاده فيتذكر أولاده وأمه وأباه وقريته فتفر الدمعة من عينيه ويشعر بألم، اسأل الله ان يفرج هم مغتربينا اينما كانوا.

هناك أناس يستحقون أن نقف لهم إجلالاً واحتراماً وأذكر أن أحد التجار كان يمر سراً قبل كل عيد على أقسام المستشفيات دون أن يشعر به أحد ويعطي لكل مريض هدية عبارة عن مبلغ مالي يعينه على نفقات المرض.

هناك أيضاً المساجون المعسرون، الذين تجد الواحد منهم محبوساً منذ سنوات على ذمة مبلغ مالي لم يستطع أن يدفعه، تصوروا معي كم هي عند الله عندما تجد أحد الأغنياء أو الميسورين يفرج كربة مسجون معسر ويقضي عنه دينه ويخرجه ليُعيّد بين أطفاله، أي عمل عظيم هذا؟

مراكز الأورام، حيث عشرات الأطفال المصابين بالسرطان تجدهم مكومين، حالتهم يرثى لها وتجد جنب الطفل والده أو والدته لا يجدون في كثير من الأحيان قيمة وجبة غداء أو اجرة مواصلات.

العشرات من مرضى الكلى تجدهم يقطعون مسافات هائلة من قراهم إلى المدن لجلسات التصفية والغسيل الكلوي وينتظرون أدوارهم فوق البلاط البارد وتجد المريض منهم كلما تأخر يوماً تضيق به الدنيا لأنه لا يملك صرفة تعينه على البقاء في المدينة.

مئات الفقراء الذين قد يقضون العيد وبيوتهم خاوية من الزاد والقوت، لكن تعففهم وعدم سؤالهم للناس يجعل الناس من حولهم يعتقدون أنهم أغنياء قال تعالى :" يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف".

اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.

"الثورة"