شهاب الدين الحميري
نستقبل اليوم الذكرى الثامنة لثورة الـ 11 من فبراير المجيد، يحدونا الأمل في ترجمة أهدافها المعززة لأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر الخالدتين، تأتي هذه الذكرى التي تؤرق أعداء الثورة والجمهورية ومشروع الدولة الاتحادية ممن يحاولون الوقوف أمام إرادة الشعب اليمني لعرقلة مشروع الدولة المدنية القائمة على العدل والمواطنة المتساوية والتوزيع العادل للثروة بين أبناء الوطن بأقاليمه الستة.
ان نجاح هذا المشروع الذي يعد أحد ثمار نضالات شعبنا منذ عقود لتاتي ثورة الشباب وتؤكد على التمسك بهذا الهدف وضرورة ترجمته الى واقع فعلي هو ما يغيض اليوم أعداء الوطن ممن يفضلون الاستحواذ على السلطة والثروة دون بقية أبناء الوطن.
نحتفي اليوم بهذه الذكرى الغالية وجيشنا الوطني يخوض معارك الدفاع عن الجمهورية والثورة والوحدة الوطنية وحق الشعب في ان يختار من يحكمه وفق إرادته وليس الاستقواء بقوة السلاح وبلغة الترهيب والترغيب، تلك الأساليب صارت من الماضي ولن يسمح بتكرارها مرة أخرى.
نعيش أجواء فرائحيه بذكرى ثورة الشباب وابطال جيشنا الوطني يسطرون أروع الملاحم البطولية في مختلف جبهات القتال عازمين على المضي قدما في تحرير ما تبقى من الأراضي الواقعة تحت سيطرة المليشيا الحوثية الإرهابية، يحتفون بهذه الذكرى في متارس القتال وبطريقتهم الخاصة مجسدين مطالب الثورة والدولة المدنية الاتحادية ويعملون على إنها الانقلاب ودحر المليشيا الكهنوتية الانقلابية وتخليص الوطن منها، لينتقلوا بعد ذلك الى رحاب الوطن الاتحادي وترجمة وثيقة مخرجات الحوار الوطني التي ستكون الضامن الحقيقي لأمن واستقرار وازدهار اليمن ورخاء وتقدم شعبنا اليمني.
نؤكد لكل شعوب العالم الحرة اننا نحن اليمانيون لا ننشد الحرب بل دوما ننشد السلام وسبق ان تابعتم ثورتنا الخالدة في 11فبراير 2011م كيف نهجت خطها السلمي في ظل القمع والوحشية التي مارستها قوات نظام صالح الذي دفع بأجهزته الأمنية المختلفة الى جابب قوات الحرس العائلي الذي حاول باستماتة مستخدما مختلف الأساليب والطرق لقمع ثورة الشباب وارهابهم واعتقالهم واختطاف وقتل الكثير ممن كانوا يشكلون النواة الأولى للثورة، كل ذلك فشل أمام إرادة الشباب ومواقفهم الصلبة وزئيرهم الصارخ في وجه الطغيان ومنظومة الفساد الذي بناه صالح في عهده ، هيهات ان يتكرر ذلك أو ان يسمح بتمريره فالثورة مستمرة وستكنس كل من ينهبون المال العام ويعرقلون مشروع الدولة.
ونحن نحتفل بهذه المناسبة الغالية على قلوب اليمنيين الشرفاء والأحرار نؤكد للعالم اننا قمنا بثورتنا ضد منظومة الفساد التي استأثرت بالسلطة والثروة في عهد النظام السابق لتأتي المليشيا الحوثية ومعها صالح ممولا وموجها بعد ان سلمها كل مؤسسات الدولة ومعسكراتها ومخازن السلاح لينتقم من ثورة الشباب التي زلزلت عرشه بعد 33 عاما و سلبته السلطة فتحالف مع المليشيا الحوثية الإرهابية لينتقم من الشعب والوطن وعمل الى جانب الحوثيين على تدمير الدولة بكل مؤسساتها وتفجير الحرب في محافظات الجمهورية، فشتان بين من يبني الوطن ويصون مكتسباته وبين من يربي الأفاعي لينتقم من شعبه ووطنه.
فمهما تكالبت علينا الصعاب حتما سنتجاوزها مادام وهمة الشباب حاضرة بقوة في كل الميادين سنمضي على نهجنا السلمي الذي خطيناها منذ بداية الانطلاقة الأولى لشرارة ثورة فبراير، فمهما حاولت المليشيا الانقلابية من وأد الثورة لن تنجح وهي تنازع رمقها الأخير.. نقول لها ولكل أعداء الثورة والجمهورية ووثيقة مخرجات الحوار الوطني: لقد عجزت ترسانة صالح العسكرية في قمع شباب الثورة رغم ما ارتكبته من جرائم قتل وسفك للدماء في مختلف محافظات الجمهورية، نؤكد انها ستفشل كما فشل (عفاش) و ستسقط كل المشاريع الكهنوتية الضيقة بخرافاتها (وهلوساتها) وجنونها الفاضح نحو السلطة ومحاولة التشبث بها.
تحية ثورية في ذكرى هذه المناسبة لكل الشباب الحر التواق للمستقبل المشرق بالتنمية والرخاء والازدهار في ظل الدولة المدنية الحديثة، اليمن الاتحادي، تحية لكل الشباب من أقصى اليمن الى أقصاه ومن شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه.
تحية لأبطال جيشنا الوطني وهم يحققون الانتصارات تلو الانتصارات في جبهات تعز وصعدة والجوف والبيضاء والحديدة والضالع وحجة، تحية الثورة لهم جميعا وهم يذودون عن الوطن وكرامته وعزته ويذيقون مليشيا الحوثي الإيرانية الموت الزؤوم ويفشلون المخططات الإيرانية واطماعها التوسعية في اليمن والمنطقة العربية.
في هذه الذكرى نبعث بتحية خاصة لتعز الأبية.. تعز أم الثورة والجمهورية والوحدة الوطنية.. كما هي التحية خالصة لكل أبناء اليمن عامة وتعز على وجه الخصوص.