باصات النقل يا جبواني
محمد بالفخر
منذ سنوات وفي احدى زيارات أولادي لصنعاء تعرض الباص الناقل لهم لحادث انقلاب نتج عنه إصابات ووفيات وكان من نصيب أولادي إصابات متوسطة وخفيفة وسلّم الله مما هو أكبر واشد ولله الحمد والمنة ولم تكترث الشركة المالكة لمصابهم،
على الرغم أن الوضع السياسي اليمني لم يكن حينها قد وصل لهذه الحالة المزرية لكي نقول أن ذلك الحادث و ما سبقه و ما تلاه نتاج الوضع العام والحرب فحالة باصات النقل الجماعي في اليمن رديئة منذ أول انشاء لها لأنها لم تقم أساسا لخدمة المواطن وتخفيف تكاليف النقل على من لا يستطيع تحمل أعباء وتكاليف السفر بالطائرة وبالتالي فالباصات تفتقد لأبسط إجراءات السلامة ولا رقيب ولا حسيب وكما قيل من أمن العقوبة أساء الأدب وفعلا ابتداء من السائق وجنونه في القيادة وحالته الرثة وكأنه خرج متعمدا لينتحر ومرورا بالباصات المهترئة أو التي لم تخضع للصيانة و إصلاح أي خلل قبل الانطلاق .
وليت الأمر توقف عند هذا بل تعداه في كثير من الحالات لمعاملة سيئة يتلقاها الراكب وكأنه صعد على باص مجاني ولم يدفع تلك المبالغ الكبيرة التي أيضا لا تخضع للتقنين ومراعاة الحالة العامة للمواطن اليمني
واستمر الحال هكذا سيء لكن في درجات متوسطة أما الآن فحدث ولا حرج فالحوادث شبه دورية وزاد الطين بلة الطرق المهترئة وكأنه مكتوب على هذا الشعب أن يتجرع الموت في حله وترحاله.
الأمر لم يعد محتملا ولا منطقي أن يغض المسئولين على قطاعات النقل والطرقات الطرف على ما تخلفه وسائل النقل العامة من مآسي تركت ايتاما وأرامل ومعاقين وكأننا ينقصنا هذا العذاب أم أن هناك شراكات بين المسئولين وأصحاب تلك الشركات وبالتالي فالإشارة لهم خضراء يفعلون ما يشاؤون ويتفننون في التقصير والاهمال كما يريدون خوفا من تكلفة قد تنقص عليهم ارباحهم التي يجنونها من المواطن المضطر للسفر على باصات الموت تلك.
حقيقة الوضع أصعب مما يمكن أن تصيغه الكلمات فلا باصات مريحة ولا خدمات إضافية تقدم للراكب ولا سفر آمن وفوق هذا تعامل وكأنك اتيت لتركب معهم فضلا منهم رحلة مجانية يتصدقون بها عليك.
لم يقتصر هذا الأمر على الشركات العاملة داخل اليمن بل الأسوأ والأمر تلك الشركات التي تنقل المغتربين من خارج اليمن بعد ان أغلقت المطارات والموانئ جراء الحرب التي تدور رحاها منذ أربع سنوات والمواطن الغلبان يتجرع ويلاتها الظاهرة والباطنة ومن ويلاتها اضطراره السفر برّاً من خلال تلك الشركات التي تمارس دورا يشبه الابتزاز ولا ابالغ ان قلت ذلك من خلال الاسعار العالية والمبالغ فيها ناهيك عن انها باصات قد انتهى عمرها الافتراضي فهي معرضة للأعطال ناهيك عن مقاعدها المهترئة والغير نظيفة وضيق المسافة بين المقاعد لدرجة انك لا تستطيع ان تمد رجليك بشيء من الراحة ويبدو انهم قاموا بتركيب المقاعد بهذه الطريقة ليكسبوا عدد إضافي من الركاب ولو قدر لهم ان يجلسوا ركاب إضافيين في الأرض ما بين المقاعد لفعلوا ذلك دون أدنى تأنيب من ضمير إضافة الى وقاحة بعض السائقين وتعاملهم الغير أخلاقي مع المسافرين وبالذات كبار السن منهم وكأنهم كما اسلفنا متصدقين عليهم.
رسالتنا لمعالي وزير النقل الثائر الأخ صالح الجبواني بضرورة إعادة النظر في تراخيص هذه الشركات المحلية والخارجية واعادة النظر في الشروط المترتبة على نشاطهم بما يخدم مصلحة المواطن بالدرجة الأولى ومصلحة الوطن بشكل عام وأنا متأكد ان البديل لهذه الشركات الانتهازية سيكون موجودا وأفضل منها.