ذكرى الوحدة والوحدة التي تحتاجها الشرعية
محمد عبدالله القادري
ونحن نعيش الذكرى التاسعة والعشرين لتحقيق الوحدة اليمنية الخالدة ، ندرك في حقيقة انفسنا كم هي حاجتنا للوحدة الحقيقية اليوم في ظل ان تشهد بلادنا حرباً بين الانقلاب الحوثي والدولة .
ندرك ان الانتصار دوماً يحتاج إلى وحدة وأن الوحدة قوة وأن هزيمة الانقلاب الحوثي تحتاج إلى وحدة الصف وتماسك الجميع وتوحد الكل .
من ينظر لحال المناطق المحررة والجبهات العسكرية ووضع الدولة الشرعية ، يفهم للتو ويتقين على الفور ان الدولة الشرعية بحاجة إلى وحدة ، وحدة داخلية ووحدة ضد الحوثي .
لكي تتوحد الشرعية ضد الحوثي هي بحاجة إلى وحدة ضد الفساد الذي يجثم ويتغلغل داخلها ، هناك فساد مالي يتمثل في النهب والاختلاس ، وهناك فساد اداري يتمثل في عدم ادارة المؤسسات بنجاح ، وهناك فساد في المفاهيم يتمثل في سعي كل طرف داخل الشرعية نحو التمكين الحزبي لذاته ويقصي الآخرين ويحاربهم ويهمشهم.
ومن ذلك الفساد نتج تفرق وتمزق وتشتت داخل الدولة الشرعية .
حدث انقسام ومشاكل الجيش وعندما نريد لوحدة ضد الحوثي فنحن في المقدمة والبداية والأساس نحتاج لجيش موحد.
ونحتاج ايضاً لإعلام موحد وسياسة موحدة تشمل الشأن الداخلي والخارجي والمكونات السياسية وسلطات الدولة الرئاسة والحكومة والبرلمان .
تتحقق الوحدة بالعدل والنظام ، ويتفرق الصف ويتشتت الجمع بالظلم والفساد .
الشرعية اذا ارادت ان تتوحد داخلياً فعليها ان تحقق مبدأ العدل والنظام وتتخلص من الظلم والفساد.
هناك ظلم وفساد كبير داخل المؤسسة العسكرية ، وظلم وفساد كبير داخل المؤسسة الإعلامية ، وظلم وفساد كبير في بقية اجهزة الدولة .
حققوا مبدأ العدل والنظام وستتوحدوا إعلامياً وعسكرياً وسياسياً وستبنوا دولة قوية موحدة اتحادية وسيتوحد صفكم ضد الحوثي وستنتصرون .
تحتاج الشرعية لوحدة ضمائر حية تحارب الفساد والظلم الذي يعشعش داخلها ، وتحتاج لوحدة صف ضد الحوثي ، وأعتقد ان الثانية لن تتحقق إلا بعد تحقيق الأولى ، أو تحقيق الأثنتيان معاً بشرط التزامن في وقت واحد ... وكلاهما الوحدتين لن تتحقق إلا إذا جعلنا الوطن هو الأهم ، والعمل جميعاً من أجل الوطن ونجعل الوطن يتسع للجميع .
عندما نسعى من اجل الوطن لا من أجل الحزب ، ونؤمن ان الوطن يسع للجميع ، حينها سنتوحد وعندما نتوحد سننتصر ، حينها سنبني دولة قوية وعندما نبني دولة قوية سننجح وسننتصر.