رغم وضوح الجرم كوضوح الشمس، إلا أن قادة الانقلاب العسكري يصرون على تغطية جرائمهم من خلال استخدام الإعلام المضلل، واعتماد بعض تكتيكات عفى عليها الزمن، كالسعي لتحميل الطرف الاخر مسئولية ما ارتكب بحقه وفقا لسياسة شيطنة الضحايا، واتهامهم بجريمة التحريض، وعدم إدانة ألقتلة..هذه المواقف تهيمن على المشهد المصري اليوم .
صمود أسطوري:
كان المشهد مهيبا ومؤثرا أمام منصة الشهداء وكوبري 6 أكتوبر.. في وقت انهمر الرصاص الحي على أجساد ورؤؤس المعتصمين فارتفعت أصواتهم تلهج بالتكبير والدعاء، واختلطت أصوات الرصاص بأصوات المعتصمين الصادعة "هي لله.. هي لله" مجسدين بذلك الصمود الاسطوري أعظم صور التضحية والفداء ، ومسطرين بدمائهم أنصع صفحات النضال السلمي والانتصار للحرية وإرادة الشعوب ..وهذا اعاد للأذهان تفاصيل جمعة الكرامة في اليمن مارس 2011، حيث تتشابه التفاصيل حد التطابق ، ويتلاقى المجرمون في تبريراتهم حد الاعتراف ..
السقوط الاخلاقي :
يوم قتل الناشط " جيكا " من انصار "حمدين صباحي" قبل اشهر .. حينها علق محمد البرادعي في تويتر: إن قتل "جيكا" قد اسقط شرعية الرئيس مرسي.. كما طالبت جبهة الانقاذ باستقالة الحكومة ومحاكمة وزير الداخلية.. واليوم يصمت جميعهم إزاء مجزرة بشعة لم يشهد لها التاريخ المصري مثيل منذ مذبحة القلعه في عهد محمد علي اواخر القرن الثامن عشر ، حيث تم قتل مئات المعتصمين المصريين وجرح ألاف اخرون بميدان رابعة.. وبلغ الكيد السياسي من الصمت على ارتكاب جرائم بشعة ، الى درجة التواطؤ والسعي لتبريرها .. انه سقوط اخلاقي مريع .. ولعل هذا اكبر ما خسرته مصر ..
قنابل إرهابيه:
قالت الداخلية المصريه إنها لم تطلق سوى القنابل المسيله للدموع..ونحن نسأل عن نوعية هذه القنابل التي تقتل المئات وتصيب الآلاف، لاشك أنها قنابل إرهابية..!!
الحجر والبشر:
المذيع خيري رمضان في قناة " السي.بي.سي" انتقد ظاهرة انتزاع انصار مرسي للبلاط في الميدان واستخدامها للدفاع عن أنفسهم.ولم ينتقد قتل المئات منهم في نفس المكان.سبحان الله: كيف أصبح الحجر أغلى من الإنسان خاصة إذا كان من الإخوان!!
جبن الأزهر:
طالب الأزهر بضرورة الكشف عن المتسبب في حادثة قتل المعتصمين في رابعة.. وكأنه يجهل هوية القتلة، باعتبارهم قدموا من الفضاء، مع أن القتلة معروفين جدا..أنهم من المنتمين للشرطة والجيش..! وهكذا يستمرون في إدانة عملية القتل ويتجاهلون القتله وتحديد هوياتهم.
ولا توجد أدنى صعوبة في اكتشاف هوية القتلة ومرتكبي مجزرة المنصة التي استمرت 4 ساعات متواصلة وتناقلتها القنوات الفضائية ..ويكفي النظر الى هوية الضحايا لتدرك ان القاتل هو الطرف المقابل .. وهو اليوم الجيش والشرطة حتى وان ظهر بعضهم بملابس مدنية ..
ماسحي بيادة العسكر:
تحميل الضحايا مسئولية قتل انفسهم جراء وقوفهم لحظة سقوط الرصاص عليهم .. أسلوب حقير لتبرير جرائم القتلة يروج له ماسحي البيادات العسكرية.
أكذوبة التحريض:
- حينما استشهد حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه في غزوة أحد.. فهل يجوز أن نتهم الرسول عليه السلام بقتل عمه حمزة لأنه حرضه على الخروج معه ..حاشاك يا رسول الله.
ولكن هذا ما يروج له بالضبط إعلام العهر والنفاق، لتبرير جريمة العسكر في قتل معتصمي رابعة العدوية الجمعة الماضية، وفي إطار ما يسمى الآن " بجريمة ألتحريض" .
- وهنا لن اتحدث عن السقوط الاخلاقي والمهني لقناة العربية، فالجميع بات يدرك حقيقتها، كما أني لا أرغب في افساد صومي في هذه الخواتم المباركة.
فشل الجيش والشرطة:
أعلن الجيش والشرطة قبل يوم الجمعة عن استعدادات غير مسبوقة لحماية المتظاهرين، وأنهم في سبيل ذلك نشروا الالاف من الشرطه والجيش المزودين بالآليات المدرعة..
غير أن الأحداث والوقائع أثبتت أنهم - إن لم يكونوا متورطين في القتل - فقد حققا فشلا ذريع في مهمتهم .. إذ انهم لم يستطيعوا حماية مصري واحد من القتل .. وهذا بحد ذاته يسحق محاكمة وزيري الداخلية والجيش في اقل تقدير