عدن مقبلة على تسوية سياسية كبيرة ومن لن يناله منها نصيب سيذهب إدراج الرياح سوى كان كيانا سياسيا أو قياديا لذا على الجميع التزاحم للصعود على السفينة قبل إبحارها فمن سيُترك على الساحل سيغرق في رماله.
- حينما أعلنت الإمارات العربية المتحدة قبل أشهر نيتها الانسحاب من اليمن كان إعلانا حقيقيا وقرارا نهائيا وماحدث من أحداث لاحقة في عدن بشهر أغسطس كانت أحداث هدفها دفع الحلفاء المحليين صوب إشراكهم في الحكومة لا تركهم للمجهول.
- تصاعد حدة الصراع الإقليمي وذهاب إيران إلى قصف منشاءات سعودية جعل الإمارات تفكر جديا في مسألة الانسحاب من اليمن لان سقوط صاروخ واحد وسط مدينة دبي يعني تدمير كامل لعصب الاقتصادي الإماراتي برمته.
- الانسحاب الإماراتي الأخير من عدن ونقل كافة المعدات العسكرية والجنود إلى عصب الاريترية تأكيد واضح وجلي على صدقية هذا التحرك.
- من أهم بنود اتفاق جدة الذي أعدته المملكة العربية السعودية دمج كافة القوات الأمنية والعسكرية من نخب وأحزمة وحراس جمهورية وغيرها بقوات الجيش والأمن بعد غربلتها وغربلتها هنا تعني ان سرية واحدة لن تبقى على قوامها السابق.
- من أهم بنود اتفاق جدة أيضا عودة الرئاسة والحكومة والبرلمان إلى عدن وانهاء كافة التشكيلات المسلحة خارج اطار الدولة وتسليم أمر المدينة إلى إشراف سعودي كامل .
- الإشارات التي أطلقتها بعض قيادات المجلس الانتقالي أمس مؤشر واضح على مانقوله وقلناه خلال الأيام الماضية هناك شراكة للمجلس الانتقالي ضمن قوام الحكومة الشرعية وهذا من حقه ولن ينكره عليه احد.
- اتفاق جدة قد يتسبب بانقسام في صفوف المجلس الانتقالي من قبل القيادات التي لن تشملها التسوية السياسية لذا رأينا تغريدات تلوح وتشدد على ضرورة التمسك بخيار "الاستقلال" في رسالة ضمنية إلى قيادات المجلس الأخرى.
- اتفاق جدة قد يتسبب أيضا بانقسام في صفوف الحكومة الشرعية أيضا من قبل صقورها الذين قد يرون في الاتفاق جنوحا لصالح الحمائم في صفوف الشرعية ذاتها.
- عامة "اتفاق جدة" ايجابي ويجب ان يدعمه الجميع بدلا عن المشاريع الوهمية ومايقوم به إعلام الانتقالي والكثير من إعلاميه من تهيئة لانصارهم بالقبول به امر ايجابي وهنا سنلتقي نحن واياهم في دعم الاتفاق على قاعدة المكاسب لا تاتي دفعة واحدة.
لذلك اتمنى من كافة إعلاميي الانتقالي مواصلة دعم اتفاق جدة وصولا إلى شراكة وطنية لاتستثني احد.
فتحي بن لزرق
12 اكتوبر 2010