هل يتخلق تيار جديد من رماد  المؤتمر؟ 

2019/10/31 الساعة 11:45 مساءً

✍/فاروق الصيري
هل يتخلق تيار جديد من رماد  المؤتمر؟ 

بحزن وعتب نتأمل ما يعيشه المؤتمر  من غيبوبة وشتاتن  عقب الضربة التي تلقاها  بمقتل زعيمه علي صالح على يد الحوثيين مطلع ديسمبر ٢٠١٧.. 

صار المؤتمر اليوم  أشبه بغنيمة حرب  يسعى الكثير للاستيلاء عليها والاستفادة  من تركته الكبيرة.. فالحزب الذي  يمثل أكبر قاعدة شعبية وأكبر كتلة برلمانية 
لا يزال يشكل رقماً صعباً على الصعيد السياسي.. 
لكن  هذا هذا الحزب الكبير  يوشك على الذوبان في الانقسامات الحادة.. لم تتمكن  هذه القيادات  من التوافق في اللحظة الحرجة من ترتيب أوراق الحزب وترميم البيت الداخلي للمؤتمر بما يكفل تماسكه  أمام الأعاصير التي تعصف بالوطن.. 

هي دعوة وتساؤل   فكيف سنواجه  انهيار الدولة إذا لم نتوفق في لملمة الحزب الكبير  وترميم  تصدعاته.. 

من الانصاف القول إن هناك قيادات  مهمينة لم يتحرر الحزب  من تأثيرها   ومن أبرز مكامن ضعف تأثير المؤتمر في  المشهد السياسي  التشظي الذي تعيشه قيادته.. 
ناهيك عن تراجع  مكانة الاحزاب عموما  في ذهنية الشارع اليمني نتيجة تراكم الخيبات في أداء وفاعلية الأحزاب  التي عاشها اليمنيون  منذ الانقلاب.. 

نحن اليوم بحاجة إلى ما هو أكثر  من ذلك..  خطوة جرئية  من قيادات المؤتمر  تتمثل بتوحيد الرؤية الوطنية وفتح الأبواب  لكل التطلعات.. 

تقتضي  المرحلة  وجود  قوى  جديدة  تتجاوز أفكار ومشاريع الإئتلافات التي ظهرت  للسطح  منذ ثلاث  سنوات خلت ولم ترى الحياة.. 
فبعد انكسار المؤتمر انسحبت الاحزاب  من الوجهة  ونشطت على هامش الصراع كأحزاب افتراضية تعيش عزلة  عن قواعدها  جل نشاطها  يقتصر  على عملها كحلقات لإسناد الفرقاء  فقط.. 
 
 لا يزال للحزب قاعدته الجماهيرية الكبيرة التي قد تجد ملاذها في تيار  نقي  يؤمن بالعمل السياسي  على أساس وطني.. 
نأمل  من كل الوطنيين داخل المؤتمر  و خارجه 
تشيكل حزب يضم في صفوفه الشخصيات الوطنية التي تحضى  بإجماع  وطني ومحددة  موقفها من الانقلاب.. 
حزب  من شأنه يعيد الثقة للعمل السياسي ويعيد التوازن لعلاقة الناس بالأحزاب.. 

يعيش  البلد  محنة قاسية  ساهمت فيها الأحزاب اليمنية التي وقعت في مطاب  تحالفات الحرب ونكاياتها وهدمت ما تبقى من رصيدها في  اللحظة التي يتصدر فيها المشهد  زعماء الحرب ونخب البلد الممزق بالحسابات.. 

البلد ربما اليوم  بحاجة  لحزب قوي يقوده في المرحلة المقبلة ويكون لاعبا  حذقا على الساحة السياسية ينطلق  من وسط الناس ولا يتخلى عنهم.. 
ربما علينا مصارحة أنفسنا بالخلل  وأننا أخفقنا أكثر من مرة في محاولة إعادته للحياة السياسية 
بالمجمل..  فاليمن بات ساحة تكتظ بالاحزاب لكنها أحزاب لا تمتلك جماهيرية  كبيرة  كالمؤتمر  ولهذا من المؤسف  أن تهمش  هذه القواعد نتيجة انقسام القيادة السياسية  .. 
ماهو السبيل أمامنا الآن إلا 
 الحفاظ على ما تبقى  من قواعد المؤتمر وإنعاش الحياة السياسية بتيار  وطني يضم كل الفئات المتطلعة لرؤى تنسجم  مع تطلعات اليمنيين للخروج  من دائرة الصراع القاتل الذي يعصف بهم..