بقلم ✍فاروق الصيري
منتفعون حول هادي
في القاهرة وعدد من العواصم العربية يجري سباق محموم حول تركة الرئيس السابق يمتد حتى أروقة الجناح الفخم الذي يقطنه الرئيس عبدربه منصور هادي..
اتساع دائرة الخلافات وغياب التوازن السياسي بسبب ضعف الدولة فتح الباب واسعاً لشبكة المصالح ويتكاثر المحيطون بهادي.. تتقاطع مصالحهم مستفيدين من وهن الرئيس ومن الظروف المحيطة التي باتت أرضية خصبة لفساد عابر لحدود..
لتشكلَ حول الرئيس هادي أكبر مرثون يطلق فيه المتسابقون قدراتهم للكسب غير المشروع والوصول إلى مبتغاهم في الوظيفة العامة والمصالح دون أدنى شعور بالمسؤولية تجاه البلد..
يدرك الجميع أن وضع الدولة يزداد ضبابية فيما يتعلق بفكرة الشرعية كوجود وأيضاً رؤيتها لإدارة الازمة نتيجة الفساد الذي يضرب مؤسسة الرئاسة والتي باتت أسيرة شبكة المصالح التي تنخر فيها..
فيما يبدو الجميع مشغول بما بين يديه بما فيهم هادي الذي لا يرى في الدولة والناس أبعد من كرسيه..
صحيح الحوثي أكثر الاطراف اليمنية التي تخشى السلام لكن هناك العديد من الأسماء التي تعتاش على حالة الاستلاب التي يجسدها الرئيس هادي وهي الأخرى تبدو أكثر خوفاً من أي تسوية قادمة قد تطيح بها وبمكاسبها..
الرئيس في مأزق وهو يمر في أشد مراحل ضعفه.. الأمر الذي معه يضعف الدولة والبلد اليوم لا يحتمل أكثر من ذلك سوء, وعلى العكس من ذلك نرى أن هناك من يحرص على أن يظل الرئيس الانتقالي مجرد رجل يقطن جناحاً فخما في فندق مؤجر تدفع مصاريفه جهة أخرى..
فيما تعيش البلاد حالة من عدم الاستقرار على كل الأصعدة,بعد أن باتت كل أسرار الدولة مكشوفة للقاصي والداني.. الأمر الذي هشم فكرة منصب رئيس الجمهورية وأضعف سلطة الدولة وهيبتها أمام المواطن والمحيط..
لم تتغير قواعد اللعبة ولا اللاعبون فالمنتفعون من مقتل الرئيس السابق هم اليوم الذين يتاجرون بسياسته وهم أنفسهم من يعتاشون على بقاء الرئيس هادي في الوضع الراهن وهو من أكثر أخطاء الرئيس هادي فداحة في هذه الفترة العصيبة من عمر البلاد..