شاهدت قبل أيام خطابا مجلجلا لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي يطمن اتباعه بالنتائج المبهرة لاتفاق الرياض وأن دولة الجنوب قادمة لا محالة كل ما في المسألة بعضا من الوقت حتى يتم تنظيف الكرسي الموجود أصلا والذي اعتلاه شوية غبار وأتربة جاري العمل على ابعادها حتى يكسب بعضا من البريق واللمعان وحتى تظهر النجمة الحمراء ساطعة من جديد في سماء الجنوب.
ولا أدرى كيف سيقبل بها نقيب يافع الذي رفع علما بدونها ذات يوم في القدمة بيافع في مهرجان انضمامه للحراك عام 2010م وأثار حنق الرفاق حينها وكيف سيقبل بها زعيم الرابطة الذي القى بالعلم من على كتفه عندما حطه أحد الرفاق المتحمسين لحظة القاء خطابه عندما وصل لساحة العروض مباشرة عام 2013م قادما من المطار في زيارته الثانية لعدن داعما للحراك الجنوبي بعد زيارته الأولى عام 2006م التي دعم فيها المرشح الرئاسي علي عبدالله صالح ضد المرشح الحضرمي فيصل بن شملان رحمه الله.
فهل سيتوافق المتحالفون على النجمة الحمراء من جديد أم انها ستكون نقطة خلاف في قادم الأيام إذا استتب الأمر لهم كما حصل في العقود الماضية. خطاب عيدروس لم يكتفِ بالإشارة الى غبار الكرسي بل بشر الاتباع باستعادة طوابع البريد وهنا استبشرت خيرا فلدي البوم طوابع قديم سأبحث عنه ان كان مازال موجودا لأنني في طفولتي كنت من هواة جمع الطوابع ولهذا فقد نحصل على مبلغ كبير إذا ادخلناه في المزاد فقد يشتريه أحد من الذين اثروا على حساب المشروع القديم الجديد ان كان الحب حقيقيا.
وهنا ارجو ان لا تخونني الذاكرة عما تحتويه تلك الطوابع البريدية من ذكريات لها من المعاني التاريخية عند من أصدرها او يحمل موجهات فكرية للنظام الحاكم.
فطابع قديم وهو أفضلهم يحمل رسومات لرجال من الجبهة القومية ومكتوب فوقهم (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) طبعا هذه قبل التحول الماركسي للجبهة القومية التي تحولت فيما بعد الى الحزب الاشتراكي اليمني (من طراز جديد) وطابع آخر يحمل صور رموز الماركسية الثلاثة كارل ماركس وفلاديمير لينين وفريدريك إنجلز.
وطابع يخلد ذكرى الانتفاضات الفلاحية وآخر يخلد ذكرى تأميم المساكن وطابع يخلد ذكرى ثورة 26 سبتمبر ويؤكد على واحدية اليمن ارضا وانسانا وطابع آخر يحتفل بالثورة الإيرانية وقائدها آية الله الخميني وصورته المميزة عليه وطابع يحتفل بثورة ظفار والجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي وكثير من المناسبات التي في مجملها تذكرنا بنظام شمولي قمع الحريات وحارب ثوابت الأمة ومعتقداتها وضيق على المواطن سبل العيش الكريم وأمم ممتلكات المواطنين من مساكن ومتاجر ومزارع.
تلك هي فترة وتاريخ الطوابع البريدية التي يسعى الانتقالي لعودتها وذلك هو التاريخ الأسود الذي حفل بالقتل والسحل والمعتقلات والذي رأينا منه نماذج أنكى وأشنع في السنوات الأربع الماضية عانى فيها المواطن ومازال الكثير من الويلات والمصائب في مشهد يستنسخ فيه ذلك الماضي مع اختلاف بسيط في نوعية الكفيل والرعاة.
فهل سيعي بعض الذين تم استغفالهم الحقيقة ويدركون حجم المخاطر التي تهوي بالوطن ارضا وانسانا الى قاع سحيق.