د. رشا الفقيه
خمس سنوات مرت على بدء حرب التحالف الذي تقوده السعودية على اليمن بذريعة حماية الشرعية وإعادتها للحكم، ولم تحقق الشرعية من هذه الحرب الملعونة سوى الانقسام والتشرد والمهانة، وقبل هذا وذاك ضياع هيبتها وخسران مناصريها، والشماتة من الحوثيين وأتباعهم.
خمس سنوات تدمير لليمن ولم تحقق السعودية والإمارات أي هدف من أهداف عاصفة الحزم المعلنة، لكنهم حققوا الأهداف الخفية التي تطفح بها أحقادهم وقلوبهم المليئة بالسواد.
خمس سنوات حرب وعدوان على اليمن أرضاً وإنسانا، لم يستفد منها سوى الحوثيين الذين رسخوا سلطتهم ووجدوا الذريعة الكافية للصمود وتثوير الناس ليقفوا معهم.
خمس سنوات لم يقتل فيها قيادي حوثي بقصف طيران التحالف الأهوج، وهم يسرحون ويمرحون في طول البلاد وعرضها، فهل بعد ذلك بقي مخبول يصدق أن عاصفة الحزم جاءت للقضاء على الحوثيين؟؟!!
وهنا أجدني أستعرض معكم أهم منجزات هذه الحرب اللعينة التي يقودها التحالف الأهوج بنقاط مختصرة، والمتمثلة بما يلي:
- قطعت المرتبات، وجوعت ثلاثين مليون، وشردت عشرة مليون، ودمرت كل الجسور والمدارس والجامعات والمصانع والمزارع والمخازن والطرق والحصون والقلاع الأثرية.
- احتلال الجو والبر والبحر.
- وسعت شقة الانفصال وهيئت ومهدت الطريق لتحقيقه بعد أن صار حقيقة وواقعاً معاش على طريق الانفصال الناعم.
- أوقفت التنمية ودمرت ما كان.
- نشرت الأمراض والأوبئة.
- أهانت القيادات وكبار القوم وجعلتهم مرتزقة مهينين من أولهم لآخرهم.
- حولت الأقلام ونخبة المجتمع لمرتزقة وأذناب يلمعون من يدفع دون قناعة.
- قطعت التواصل بين أبناء الوطن الواحد وأصبح التنقل بين المحافظات والمناطق اليمنية بشق الأنفس.
- أغلقت المطارات وتسببت بالمتاعب للمسافرين اليمنيين وعرقلت سفر الآلاف للعلاج في الخارج فلقوا حتفهم رغم أنوفهم مقهورين.
- ضيقت الخناق على خمسة وعشرين مليون في الداخل بسبب تعنتها وحصارها لكل ما يدخل لليمن، وحولت ثلاثة مليون مغترب إلى مجرد عمال خانعين يتجرعون الذل ألوانا.
- حولت قيادة الدولة إلى أسرى خانعين أذلاء ليس لهم من الأمر شيئا، ولا يستطيعون حتى العودة لوطنهم أو العيش فيه بأمان.
- دعمت المليشيات وقواها بحيث تطغى على الدولة والشرعية التي تدعي أنها شنت الحرب من أجل حمايتها وإعادتها للسلطة.
- احتلت المناطق النفطية ومدت نفوذها وقواتها لاحتلال المناطق التي لم يصلها الحوثي وعاثت فيها فسادا (المهرة، سقطرى، حضرموت).
- دعمت الحوثيين وحولتهم من مليشيا انقلاب يقف الشعب كله بوجهها إلى سلطة أمر واقع تدافع عن وطنها وتنال شرف الذود عنه وتكسب كل يوم آلاف المناصرين.
- أهانت وجوعت كل من شرد ولجأ ونزح من مناطق المليشيا وصيرتهم أتباع أذلاء، ودفعت البعض منهم للعودة والارتماء بأحضان الحوثيين ومناصرتهم والاستبسال في الدفاع عنهم بعدما ذاق صنوف العذاب والمهانة في مناطق الشرعية ودول تحالف دعمها.
- دمرت كل بيوت أقيال اليمن وأعيانه وممتلكاتهم وتركت بيوت قيادات الحوثيين الإماميين دون أذى، ومكنتهم من الانفراد بالحكم ونهب ثروات اليمن والغنى الفاحش.
اعتدت على اليمن والحوثيون مليشيا منبوذة، وستخرج وهم دولة لها صولة وجولة وأقدام راسية.
شتت الجيش الوطني ومنعت عنه التلسيح الثقيل والطيران، ورفضت خنق الحوثيين بتحرير الحديدة، وأوقفت رواتب الجيش ليتسرب منتسبوه فتخلو الجبهات للحوثيين ويسهل إسقاطها واحدة تلو الأخرى دون صعوبة أو مقاومة كما حدث في نهم والجوف.
أنقذت الحوثيين من ثورة شعبية عارمة حين عجزوا عن تسليم رواتب الموظفين وأوعزت للدمية هادي بنقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، وبذلك أعفتهم من المسؤولية وزادت سخط وغضب اليمنيين على الشرعية الرخوة.
حولت الانفصال بالجنوب من أمر مستحيل إلى واقع متحقق ومتكامل الأركان.
اعتدت على اليمن والدولار بـ215 ريال يمني، واليوم الدولار بـ640.. أي أنها عملت على انهيار العملة إلى الضعفين.