إتفاق الرياض 1 وما أدراك ما إتفاق الرياض 2 .. لم ولن يتحقق منه شيء فالأول ولى وأدبر والثاني حلم تحقيقه إنحسر يوم أمس إلى غير رجعة حينما أعلن الإنتقالي تعليقه بحجج واهية عفا عليها الزمن ، وقبل أن نخوض بالحديث عنه نقول لفخامة الرئيس بيَّض الله وجهك ونشكرك على إثنتين أولاهما أن مددت حبل السلم إلى آخره وهم قطعوه .. وثانيهما أن كشفت قناع الإنتقالي ومليشياته ، وهنا نستطيع القول أنه لم يتبقى لدينا إلا الخيار العسكري لنجتث هذا السرطان الخبيث من جذوره .
سبق وقلنا أن ما أُخِذَ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة .. فمنذُ أول يوم سمعنا فيه عن مولود سيرى النور إسمه إتفاق الرياض قلنا إنه سيموت بمجرد ولادته وبالفعل هذا ما حصل وكان ، وإستمرت الأحداث على نفس المنوال السابق حتى سمعنا بمولود آخر أيضاً إسمه إتفاق الرياض ونحن أضفنا عليه 2 ، وقبل أن يرى النور قلنا أيضاً أنه سيموت وبالفعل مات يوم أمس وتم تشييعه إلى مثواه الأخير في مقبرة الكذب والبهتان ، وها نحن نعيش في قيد الإنتظار لعل وعسى نسمع بولادة إتفاق الرياض ولكننا في ذات الوقت نتمنى أن ينتهي الأمر برمته إلى الطلاق بالثلاث حتى لا نسمع عن مولود ثالث مصيره الموت .
يُقال أن المؤمن لا يُلدغ من جُحر مرتين وفي حقيقة الأمر نحن كيمنيين نُلدَغ عدة مرات ولا نَتَّعِظ مع كُل لدغة والسبب هي النوايا الصادقة التي نحملها في قلوبنا ، وحينما أعلن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي عن قبوله للدخول في مفاوضات مع الإنتقالي ليشارك الحكومة اليمنية في إدارة المرحلة القادمة وهو يعلم أنه لن يُنَفَّذ كونه يعلم ماوراء الأكمه إلا ليبدي حسن النوايا وبذات الوقت يكشف زيف الإنتقالي وداعمهم ، وكان له ما أراد فظهر للعالم أجمع أنه قائد مسالم مهادن لا يتعطش للدماء أضف إلى ذلك أنه كشف النوايا الخبيثة التي يحملها الإنتقالي والداعمين له ولمليشياته .
خلاصة القول لن ينتهي هذا السيناريو ولن نسمع عن إتفاقية ثالثة بين مليشيات الإنتقالي والحكومة اليمنية إلا بعودة إتفاقية ميناء عدن لصالح موانئ دبي التي أُلغيت والتوقيع على تأجير جزيرة سقطرى لدويلة الإمارات ، وحينها لن تنتهي الأزمة وتعود الحكومة اليمنية إلى العاصمة عدن فحسب بل سينتهي الإنتقالي ومليشياته عن بكرة أبيهم ، وهذا لن يحصل طالما وأن رئيس الجمهورية اليمنية هو القائد والرمز الوطني فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ، وأخيراً يؤسفني القول أن القادم سيكون وبال ومأساوي على أبناء عدن فعدونا لا زال متربصاً ولم ييأس وهو الآن يخطط للمرحلة القادمة المأساوية بكل ما تحمله الكلمة من معنى .
علي هيثم الميسري