محمد بالفخر
عام مضى على اتفاق الرياض الأول بين الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي بعد تمرد الأخير وسيطرته على عدن العاصمة اليمنية المؤقتة
وانتظرنا التنفيذ في الموعد المحدد ولكن شيئا من هذا لم يحدث ولحقه اتفاق آخر سمي اتفاق تسريع الآلية وأيضا يبدو ان مصطلح التسريع بات هو الآخر أكثر بطأً ونسمع بين الحين وعلى مدى الأسابيع الماضية أن التشكيل الحكومي المتوافق عليه سيتم إعلانه بين لحظة وأخرى وما زلنا في الانتظار ونسأل الله أن يعجّل فرجها وتخرج من سرداب المشاورات الطويلة، وحتى لا نشعر بالملل من طول الانتظار فينبغي ان نملأها بالاستغفار حسب العبارة التي يجدها المريض امامه في صالات الانتظار في المستشفيات والعيادات الخاصة،
ونحن كشعب ووطن أشد مرضاً مما نعانيه فلا ملجأ لنا من الله الا اليه، فبعد أن تلاعب بنا الساسة والقادة وتلاعبوا بمصير ومستقبل شعب بأجياله الحاضرة والقادمة وأدخلونا في إنفاقٍ مظلمةٍ قد حذر منها العقلاء والحكماء ولكن لم تكن هناك آذان تسمع ولم تكن عقولاً تعي حتى أصبحنا في ظلمات بعضها فوق بعض،
على الأرض لم تحدث أي متغيرات حسب الاتفاق بل هناك أمرٌ واقع تم فرضه بقوة السلاح وما تم الاتفاق عليه من حيث الأولوية لم يعد بالإمكان تنفيذه بل ستتم شرعنته من خلال حكومة ضمنوا من خلالها الوزارات ذات الأهمية وضمنوا تحالف جديد من أحزاب أعطيت لها ما لا تستحقه حقيقة فحققت بذلك من المغانم ما لم يكن له مقابل من المغارم،
ومما يبدو ان المشهد مازال ضبابياً ومعاناة الشعب ستستمر وما يتم تسريبه من معلومات أن التأخير في الإعلان النهائي عن الحكومة المنتظرة عن صلاحيات سيفقدها الرئيس هادي وهذه حقيقة لا غبار عليها منذ لحظة القبول بمكافأة المتمرد فانتظر إذاً ما بعدها، وحقيقة الأمر أنه مازال الرئيس هادي يمتلك الورقة الأقوى التي لو استخدمها لتغير المشهد برمته،
معاناة المواطن بلغت منتهاها والتاريخ لن يرحم المتخاذلين والحساب يوم الحساب لن يكون سهلاً فهل سيدرك المتلاعبون عاقبة أمرهم فيما اقترفوه او فرطوا فيه،
خاتمة شعرية:
للشاعر احمد مطر
تنتهي الحرب لدينا دائماً
إذ تبتدئ
بفقاقيع من الأوهام ترغو
فوق حلق المنشد
تم ترم الله أكبر
فوق كيد المعتدي
فإذا الميدان أسفر
لم أجد زاوية سالمة في جسدي
ووجدت القادة الأشراف باعوا
قطعة ثانيةً من بلدي
وأعدوا ما استطاعوا
من سباق الخيل
والشاي المقطر
وهو مشروب لدى الأشراف معروف
ومنكر
يجعل الديك حماراً
وبياض العين أحمر
بلدي يا بلدي
شئت أن أكشف ما في خلدي
شئت أن أكتب أكثر
شئت لكن
قطع الوالي يدي
وأنا أعرف ذنبي
إنني
حاجتي صارت لدى كلبٍ
وما قلت له يا سيدي/