انيس منصور
سيؤدي اعضاء الحكومة من قائمة المجلس الانتقالي اليمين الدستورية يوم غد امام رئيس الجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي، وليس امام رئيس جمهورية بلاد واق الواق عيدروس الزبيدي.
غدا سيحلف عبدالناصر الوالي وعبدالسلام حميد ومانع بايمين ومحمد الزعوري وسالم السقطري اليمين الدستورية تحت راية اليمن وليس تحت راية الجنوب العربي.
اتدرون ما هي اليمين التي سيقسمون بها على المصحف الشريف، سيتلون: "أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصًا على النظام الجمهورى، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال اليمن ووحدة وسلامة أراضيه".
ركزوا على المقطع الأخير، سيحلفون بالحفاظ على استقلال اليمن ووحدة وسلامة أراضيه، أي والله سيتلونها حرفيا، ومن خلال هذا القسم سيعبرون الى الحكومة.
غدا ستوثق الكاميرات بالصوت والصورة هذه اليمين، وسيكون هؤلاء الوزراء أمام امتحان عسير، سيكونون مطالبين برفع علم الجمهورية اليمنية على مكاتبهم وتعليقه على صدورهم، وسيقفون أمامه لتحيته (تحيا الجمهورية، تحيا الجمهورية اليمنية) وسيرصعون جدران مكاتبهم بصورة الرئيس هادي.
من الآن وصاعدا سيقفون أمام الرئيس الذي طالما شتموه وقالوا فيه الاقاويل، سيخاطبونه بفخامة الرئيس وسيتملقونه ويطلبون رضاه، وستتردد مدائحه في اخبارهم وانشطتهم التي ستنشرها كافة وسائل الاعلام، سيحضرون الفعاليات وسيشيدون بحكمته وحنكته ونضاله.
أين المغفلين الذين ضحكوا عليهم بقصة الاستقلال وتقرير المصير؟ لقد سوقوا لهم الوهم واستخدموهم كمطايا صعدوا على ظهورهم وفي اقرب منعطف تخلوا عن كل شيء، أين دماء الشهداء وتضحيات الجرحى؟ لقد ذهبت هدرا وضاع معها دموع الثكالى وأنين الارامل ووجع الأيتام الذي سقتم اباءهم للموت تحت شعاراتكم الزائفة.
لقد باع قادة الانتقالي الغضية مقابل ترتيب وضعهم الوظيفي، وبدلا من انتزاع موقع رئيس الحكومة على الاقل قبلوا العمل مع رئيس حكومة من عيال السفارات!
اذن ما هي المكاسب التي حققها الانتقالي للشعب الجنوبي! لم يعد بالدولة وفرط بالغضية، ولا توجد لديه سلطة حقيقية، وما لديه مجرد وزراء سيجرفهم التيار بعيدا وسيتنكرون غدا لماضيهم وستتبخر الوعود التي قطعوها على انفسهم ولا عزاء للاغبياء وأولئك الذين تقودهم عواطفهم ليكونوا جسور عبور لامثال عيدروس وهاني وغيرهم، سيتغير الاتجاه بتغير الممول؛ فالريال السعودي سيكون بديلا عن الدرهم الاماراتي، وسيكون شعار المرحلة (الريال السعودي يجمعنا!).
فهل سينجح الريال في طمس ما احدثه الدرهم من تشويه واثر بالغ في نفوس هؤلاء؟! وهل سيفي وزراء الانتقالي باليمين التي سيقسمونها أم أنها ستكون يمين غموس؟!
ليس أمامنا سوى الانتظار، وإن غدا لناظره قريب!