ظلموك يا عدن

2021/03/11 الساعة 08:10 مساءً

 

محمد بالفخر

     اعتراني الألم بشدة وأنا اشاهد الصور القادمة من كثير من أحياء مدينة عدن العاصمة المؤقتة للجمهورية اليمنية وكيف هي تعيش في ظلام دامس جراء انقطاعات التيار الكهربائي وضعف الكثير من الخدمات وفي مقدمتها الصحة والتعليم وارتفاع أسعار المواد الغذائية واجور المواصلات والمشتقات النفطية وغيرها من الأمور التي تمس حياة المواطن مباشرة،

ولهذا شاهدنا بعض الاحتجاجات من بعض الشباب الغاضبين من واقع الحال الذي وصلت اليه مدينتهم في السنوات الأخيرة على وجه التحديد،

ويبرز أمامي السؤال الكبير أهذه عدن التي نريد؟

وسؤال يتلوه سؤال من أوصلك يا عدن لهذا الحال؟ والى متى سيستمر الوضع هكذا؟ كلها أسئلة تدور في مخيلتك وقطعاً ستتوه لكي تصل الى الجواب الصحيح،

ولو امعنا التفكير وسرحنا بخيالنا الى اقصر مدة على وجه التحديد ست سنوات مضت منذ أن أصبحت عاصمة مؤقتة بعد سيطرة المليشيات الانقلابية على العاصمة صنعاء وبعد وصول الرئيس الى عدن ونعرف انه خرج منها ايضاً واجتاحتها المليشيات ثم تم التحرير كما هو معروف على ايدي أبنائها الابطال ومن خلال مقاومتها التي سطرت أروع الأمثلة في التضحية والفداء، وبعد ذلك تم تحويل البنك المركزي الى عدن والحكومة أصبحت في عدن ثم ظهرت لنا مليشيات من طراز جديد وتمت التشكيلات هنا وهناك وأوسد الأمر الى غير أهله وصار ما صار، فلنفكر مليّاً وبتأمل شديد وبنظرة موضوعية بعيداً عن العواطف وحسابات الكيد السياسي  ونظريات المؤامرة والى غير ذلك،

لو أن من تولوا إدارة عدن عملوا بتفانٍ وإخلاص وتجرّد دون النظر الى الحسابات البعيدة ولا حتى الضيقة وبعيدا عن املاءات الاجندات الأخرى، لكان وضع عدن ومواطنيها والقادمين اليها وفي هذه الفترة الوجيزة على وجه التحديد لكانت من التميز بمكان وأصبحوا في بحبوحة من العيش الكريم، ولنحسبها بحسبة بسيطة 34 وزارة وعشرات المؤسسات الحكومية الأخرى كم من المباني ممكن أن يتم استئجارها كمقرات لهذه الوزارات وكم من المباني السكنية سيتم تأجيرها للكم الهائل من الوزراء والوكلاء والموظفين والعسكريين والأمنيين، كم من المحلات التجارية ممكن تفتح أبوابها لتقدم خدماتها وكم من المواطنين سيستفيدون من ذلك أيضا لا يقل عن خمسون سفارة ستفتح أبوابها وستستوعب الكثير بدأً من الحراسات الأمنية وانتهاء بكوادر وظيفية في كل التخصصات، كم من المشاريع سيتم اعتمادها وبالذات عندما يكون الجو رائقا ودون منغصات وكم من الطائرات كان سيستقبلها مطار عدن وكذلك ميناء عدن كم من البواخر سترسو فيه وايضاً الفنادق والخدمات السياحية التي كان ستنتعش ايما انتعاش لو ولو وكما هو معروف ان لو تفتح عمل الشيطان وكما يقول الاخوة المصريين لو (ماتأكلش عيش)

كل هذا من باب التخيلات لكن حقيقة كان بالإمكان أفضل مما كان وكان ممكن أن يحدث لو كان من اسند اليهم يحملون مشروعاً للحياة أو كانوا يحملون مشروع دولة لكنهم حتى مشروع القضية الجنوبية الذي تسلق بعضهم على أعتابه لم يكن الا بمثابة جسر عبور لتحقيق المكاسب الشخصية وإلا لو كانوا صادقين في مشروع التحرير والاستقلال فقد سيطروا على قصر المعاشيق بعد هبة النفير وهو مركز الحكم ولم يجرؤوا على اعلان الدولة المنشودة او استعادة الدولة حسب التهييج الإعلامي وكأنّ غاية اهدافهم فقط والذي تحقق لهم استبعاد الحضرمي د. احمد عبيد بن دغر.

هذه بعض الملامح لمن أراد ان يفهم الحقيقة من الأتباع فالقضية الجنوبية قضيتنا وهي قضية كل الشرفاء والأحرار وستلفظ المتسلقين والمرتهنين طال الزمن أم قصر،

وفي الختام لا نقول إلا لك الله يا عدن.
h/