في بلادنا ممثلات كثيرات، وموهوبات بلا عدد؛ غير أن الممثلة سالي حمادة، تظل سيدة الدراما اليمنية بلا منازع، نموذج جذاب للمرأة التي تخطت كل الحواجز وصنعت تأريخها بجدارتها وقدرتها الفنية العالية، سالي حمادة، أحد الأسماء الخالدة في تأريخ الفن اليمني.
لعل سر تميّز الفنانة سالي حمادة، هو أنها قدمت نفسها كفنانة عابرة لكل الانتماءات، موهبة متجاوزة لكل العقد المناطقية والتحيزات السياسية، وهذه هي شفرة نجاحها، بل هذا هو التجسيد الأبرز لمفهوم الفن الحقيقي. الفن كتعبير للهوية الجمعية للشعب.
لدي معيار شخصي أقيس به نجاح أي مسلسل قبل بدايته، لمجرد أن أسمع أن سالي حمادة مشاركة في عمل ما، يتكون لدي انطباع مبدئي بنجاح العمل، هذه الفنانة ما إن تتقلد دورا ما في أي مسلسل، إلا وكان له حظًا كبيرا في النجاح، أعيدوا فرز الأعمال التي شاركت فيهم واحكموا بأنفسكم.
ما يشدني في الممثلة سالي حمادة، هو عفويتها في الأداء، حضورها السلس، تقمصها للدور وشعورك وأنت تشاهدها أنها تعيش الحدث بكل تفاصيله وتؤديه كأنها هي العنصر الواقعي في الحدث وليست ممثلة تحاكي دورا فحسب، وهذا هو ما يؤكد موهبتها بشكل يبصم عليه الجميع.
التحية لابنة عدن، المرأة التي تمثل خلاصة للإبداع النسائي وبروح وطنية جامعة، مزاج معجون بتفاصيل البلاد جميعها، من أقاصي سواحل الجنوب حتى أعالي تلال الشمال، نكهة يمنية خالصة وحضور فني مهيب.
