مالم نعرفه عن غزة يجعلنا نبكي شهدائها ونجهل المجد الذي رسموه في جبين الأمة العربية.
غمدان أبو أصبع..
كل ما يقف عليه الإنسان العربي والمسلم هو حجم الدمار الذي لحق بغزة والدماء التي تسيل وهو شيء محزن ومبكي وإن كانت غزة ترسم مسار العزة والكرامة لأمة يقودها شلة من المهزومين الذي يسكن الجبن قلوبهم وادمنو العمالة والارتهان لأمريكا والغرب و اللاهثين وراء التطبيع من العرب مع كيان لم يقتل أبناء غزة وفلسطين وإنما اغتصب أرضهم .
فمن يؤمن بالأرض لايبحث عن الاستسلام بحثا عن الحياة المذلة وإنما يقدم الدم و يضحي بالمال ويقدم أولاده شهداء لتمسك بالأرض باعتبارها قضية أمة بكاملها مدافعا عن ثالث الحرمين الشريفين متخذا من قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون مستمدا منها ثقافة الصبر والصمود والتحدي مدركا ومستلهم من قوله تعالى وإن ينصركم الله فلا غالب لكم.
لم يفكر المواطن الغزاوي قبل مقاتلي الفصائل الفلسطينية بأن البقاء على قيد الحياة أهم من كرامته وأن الحياة المهينة تحت تسلط الصهاينة ليس حياة وإنما مذلة تأباها أنفسهم .
وهاهم يصنعون النصر الذي أذل اليهود الصهاينة وكسر غرورهم ومرغ أنوفهم بالتراب مادفعهم لطلب العون من أمريكا وأوروبا التي لم تتأخر وأتت تحمل الفزعة لحماية الكيان الذليل الذي هزة كيانه قوة قليلة العدد والإمكانيات لتقاتل بسلاح لا يساوي صفر أمام ما تمتلكه إسرائيل.
نعم اقولها رغم ما نشاهدة من هول القصف العشوائي الذي يستهدف المدنيين وهو ترجمة تعكس واقع الهزيمة والانكسار الذي منيت به اسرائيل ومن خلفها أمريكا ودول الغرب أمام فتية آمنوا بربهم ولم تخفيهم الحشود الأمريكية وحلفائها ولا القصف وكأنهم المقصود بقوله تعالى والذين إذا قال لهم الناس أن الناس قد جمعوا لكم فازدادوا إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل.
غزة اليوم أيها العرب ترفع رؤوس قيادتكم التي أدمنت الهزيمة وورثت لنا تاريخ حافل بالهزائم عرف بتاريخ النكسات ولسان حالهم يقول كيف هزموكم هؤلاء الجبناء الذين لقنهم درس قاسي وكشفنا حقيقة جيشهم الذي لا يقهر هانحن قهرنه بعملية عسكرية أطلقنا عليها طوفان الأقصى بسلاح الكلاشنكوف والصواريخ البدائية وبدون دبابات ولا مدرعات جعلناهم مذعورين واحلنا القتال البري إلى نعوش تحمل جثث جنودهم ومن يساندهم من القوات الخاصة التي أتت لنجدتها من واشنطن ولندن وباريس وغيرها .
لا يخافهم غير من ادمنو الهزيمة وسكن قلبه الرعب والذل ولسان حال أبناء غزة يقول نحن لا نخاف حشودهم ولا بوارجهم ولا ترسانتها العسكرية بقدر ما يحزننا غياب فزعة العربي لأخيه العربي وإننا لمنتصرون ولن نختزل النصر بغزة وحدها بل سوف نهديه لزعماء العرب لعلنا نخفف من جبنهم .
لكم الشرف والمجد للشهداء فأنتم بصمود مقاتليكم ودماء نسائكم وأنين اطفالكم تعيدون للعربي كرامته المهدورة وان الناعقين منهم ممن يظهرون على وسائل الإعلام ليبررو خذلان قيادتهم لكم ماهم باحثين عن غطاء لحقيقة لا يمكن تغطيتها بقدر ما يخلدها التاريخ بصمة سوداء في وجوههم