ما جري في ‎تركيا والشمال السوري حدث كبير يحمل أبعادا كثيرة

2024/07/03 الساعة 05:26 صباحاً


أحمد الحسين 
يوجد احيانآ في الشارع التركي حالة احتقان إزاء السوريين والعرب وتتعداها أحيانا للأجانب 
وهناك تراجع الوضع الاقتصادي نوعآ ما في تركيا  أحد أهم الأسباب، فهناك شريحة ترى أنها أحق من السوري بفرص العمل وبالمساعدات المقدمة للاجئين
نفسها تلك الشريحة تعتبر أن الحرب في ‎سوريا قد انتهت ويجب إعادة اللاجئين وهنا يختلف الخطاب بين الساسة حول الطريقة، فإما تسوية مع النظام أو إبعادهم بالإكراه
حديث الرئيس أردوغان الأخير عن احتمالات توطيد العلاقات مع الجانب السوري والحديث الإعلامي المتعلق بوساطة عراقية واستضافة مباحثات للتسوية، هذا جانب ينعكس بشكل مقلق بالنسبة لبعض أطراف المعارضة
 تكرار الحوادث التي يُحمّل التركي مسؤوليتها للسوري والعكس كذلك، وآخرها ما حصل في ‎قيصري وهو ما فجّر الأحداث
 تحرش سوري بطفلة تبين لاحقا أنها سورية أيضا فهاجم الأتراك ممتلكات للسوريين في أكثر من منطقة تركية ومن ثم قطع الطريق على ناقلات تركية ومهاجمة نقاط تركية في الشمال السوري عامل التحريض هام أيضا، وهناك أطراف كثيرة تستفيد من هذه الحالة بين الطرفين، وهي أطراف داخلية وخارجية، تركيا كحكومة تدرك ذلك جيدا لذلك تركز الآن على خطاب التهدئة لكنها ستكون معنية باتخاذ خطوات حقيقية وصارمة مع موجة التظاهرات في الشمال السوري
اثبتت  ان المحرر السوري طاقة بشرية هائلة ينبغي ان يحسب لها ألف حساب، وليس من السهل أبداً التحكم بها وفقاً للهوا. مجرد ان ظهرت بوادر انتفاضة شعبية في منطقة جغرافية صغيرة استدعت استنفار عسكري وأمني تركي غير مسبوق وانتقلت اصدائها فوراً الى الجهة المقابلة من الحدود. أصابع روسيا في كل محاولة لاثارة الفتنة واضحة، لكن الأوضح هو ان مساعيها خائبة مهما فعلت. لن تستطيع روسيا ولا ايران ولا النظام السوري من فصل تركيا عن العمق الثوري السوري وأي محاولة في سبيل ذلك ستقابل بوابل من الحمم على جميع الأطراف؛ في المقابل، وعندما نسمع عن تهديد بتحالف ثوار سوريا الأحرار مع ”قسد“ لمواجهة محاولات التطبيع التركية مع نظام الأسد، فهذه معزوفة روسية سخيفة ومثيرة للشفقة. صحيح ان المسار الثوري قد جمّد في السنوات الأخيرة خاصة من الناحية العسكرية، لكن الثوار السوريين نجحوا في تثبيت ترابط المصالح بشكل لا يمكن الاستغناء عنهم او حتى القفز فوق قضيتهم الأم. أكثر من خاب ظنه من أحداث البارحة هم روسيا والنظام وكل من يشد على أيديهم، وهذا واضح من خلال ردات فعل جمهورهم. رب ضارة نافعة.
والواقعية السياسية تقول إن التشظى والاختراقات بين المعارضة وإعلامها أكثر أسباب تأخر النصر وخسارة الثورة لأصدقائها، لكن ومع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية والتي ربما ستطول لسنوات ،في ضل أزمات غذائية واقتصادية تطال الجميع ، ربما تتجه أنقرة لتفرض واقعية سياسية جديدة بان يكون الشمال السوري الممتد من جسر الشغور وصولا للقامشلي،مستقل اداريآ،عن سورية وتابع سياسيا لأنقرة إلى حين إنجاز تسوية في سورية بتطبيق القرار ٢٢٥٤المتعلق بالانتقال السلمي في سورية.
ردود الفعل التي حصلت 
من أعمال العنف والاعتداء على السوريين وممتلكاتهم في تركيا
عنف وتخريب واعتداء على الممتلكات في عدد من أحياء ولاية ‎قيصري وسط ‎تركيا.
كذلك في مدن وولايات أنطاكيا والريحانية وقونية وأنطاليا وغازي عنتاب وكلس وإسطنبول عدة تجمعات، وثقت خلالها حالات اعتداء على ممتلكات سوريين وسط محاولات من الحكومة لتفريقها.

 إضرام النار في محلات للسوريين واعتداء على سياراتهم وقذف منازلهم بالحجارة، وتركي يطعن سوري في ولاية غازي عنتاب.

وصل الأمر حد دخول شبان أتراك لبعض منازل السوريين والاعتداء عليهم داخلها.

في المقابل التعدي على مقدسات الشعب التركي “العلم” كان من أكبر الأخطاء التي حدثت خلال الاحتجاجات الأخيرة.
الشعوب العربيه تدرك، وهي على ثقة كاملة. بأن تركيا لاتحتل الأراضي، بل تحتل القلوب، وهذا ماكشفته الشعوب العربية بعد أحداث الربيع العربي ،التي عمت دول العالم العربي، ووقوف تركيا مع الشعوب؛ لنيل حريتها لم نشاهد هجوم على تركيا، وعلى سياستها إلا من خلال ذباب إلكتروني لاوزن له وسط البيادق العصملية .