المؤتمريون وعيدهم..تحية للوطن المغدور به

2024/08/29 الساعة 02:12 مساءً

المؤتمريون وعيدهم..تحية للوطن المغدور به
بقلم:وحيد العبسي

يعلو عواء السفهاء في الأوطان المنهكّة!.

هناك سياسيين يتحدثون عن تعدّدية سياسية.تخِرج البلد من جمودها السياسي،هل كانت بالفعل الأحزاب اليمنية،مؤثرة في الواقع السياسي.ليس هذا موضوعنا.

بالأمس زار العليمي رئيس الدولة تعز،تعاطى الإعلام مع هذه الزيارة بمستوى مبالغ فيه كما لو أنّنا دولة متقدمة، يدشّن فيها مشاريع سيادية لتحولات قادمة-تعز الذي زارها كيلو ونصف ،في أربعة كيلو ،و تنعدم فيها البنية الحضرية.

في كل مناسبة سنوية تحتفي الأحزاب بتأسيسها،يبلغ الضجيج الإعلامي كما لو أننا بلد ديمقراطي حقًا.

في عام 1990 تحقّقت الوحدة اليمنية،وكان عُمر حزب المؤتمر ثمان سنوات،صادف غزو صدام دوّلة الكويت ،وقفت السلطة التي كانت تمثل حزب المؤتمر والاشتراكي بجانبه سياسيًا دون ،إكتراث لفقدان المصالح الاقتصادية ،والسياسية وقد فقدتّها.
تسيّد حزب المؤتمر المشهد السياسي ثم بدأ بدورة إغتيالات لكوادر الدولة القادمين من عدن غير مكترث ،لإنزلاق البلد سياسيًا وأمنيًا وقد انزلقت،تفرّد بعدها حزب المؤتمر بالسلطة وأخلَّ بشروط تأسيسه. كحزب سياسي و تعارضت مصالحه ومبادئه مع 
1-استقلال الوطن وجيشه، أرضاً ،وشعبًا.
2-النظام الجمهوري وأهداف ومبادئ ثورتي سبتمبر، وأكتوبر ،ودستور الجمهورية اليمنية.
3- استخدام العنف بكل أشكاله ،وتهديده  لمصالح الناس وحرّض عليها،وقد تضرّرت .
4-نهب المال العام.

أن ما وصلنا إليه اليوم من نزعات مضادة للعقلانية هو بسبب الرّداءة الفكرية والسياسية.
كان المؤتمر مسيطر على الدولة لكنه اساءة استخدام السلطة، ولم يحاول حتّى على بناءها ،ولو بالأدنى،الذي فعله ذهبَّ إلى استقطاب أعضاء الأحزاب الآخرى ،ورجال الدين ،والاعمال وأعيان اجتماعية وعسكرية وأمنية.. تهافت الجميع عليه من أجل الغنيمة ،والمناصب والنفوذ ،فاستشرى الفساد بشكل غير مسبوق كانت السلطة التي يتزعمها لا يعنيها من المخاطر السياسية والاقتصادية والفكرية  شيئاً ،مادام الكل يرفع شعار الحزب ويمجّد رئيسه "صالح "،الذي أخضع الدولة وسلطاتها الثلاث لصالح حزبه وعمل على إختزاله بالوطن.


لقد كانت البلد في تشظّي غير ظاهر!فتكومّت الأزمات من السياسية إلى الاقتصادية ،والفكرية،أخذها صالح {وساوم بها شعبه } تحت ورقة العرقنة ،والفغنسة ،والصوملة والقاعدة،...في حال تهدّيد حكمه ،وحكم نجله مستقبلاً ، كان يرى المطالب بالإصلاح تهدّيدًا.
كانت انتخابات( 2006 )كافية لفهم ماحدث ،وما سيحدث ومراجعة المواقف ،لكن قد وقع الخيار هو الغدر بالوطن وتسليمه للسّعودية......في حال لم يستمر في الحٌكم،كان المَخرج من المشاكل ،والأزمات الداخلية،له طريق غير التى كان يسلكها.

تبدو الأحداث اليوم في بعض منحنياتها ..أنَّهُ يدبّر لعودة النظام السابق ،وتّمهيد للوضع السياسي ما قبل (1990) ماهو أبعد من ذلك هوّ أن السّعوديّة تّتخذ من السلطة اليمنية ، ومن يواليها لغرض سياسي، وأمني لإحتواء من هم ضد سياستها، لأن ما تقوم به هوّ فعل ممنهج بكل المقاييس،وراءه قوى دولية .

هدم عيال الصهيونية " غزّة "بأكملها على ساكنيها بإشراف أمريكي وغربي أوروبي ،يدركوا جميعًا أن دولاً في المنطقة ،ومنها اليمن لن تتعافي،لقد قدم حكَّامها أهداف الصهاينة ،هناك معادل سياسي لنفوذهم المكشوف،والواقع الملموس..وكيف أصبح وجودهم واقعًا في اليمن؟؟، العودة للحكم بالنسبة لعائلة عفاش، جزء من مشروعهم

يعطينا واقع سقطرى الأمني والاقتصادي، والترتيبات في المهرة وحضرموت،معطيات لا تصُب في مطالب وطنية ،كإستعادة الدولة الجنوبية المزعومة.