كانت المهرة آمنة مطمئنة بعيدة عن أي صراع طائفي بُعد السماء عن الأرض. الناس فيها مسلمون موحدون، ويمارسون عباداتهم بكل هدوء وانسياب، بدون أي تشدّد مذهبي، أو انتماء طائفي، أو تحريض ديني.
وفجأة ومنذ وصول السعودية لهذه المحافظة جلبت لهم تيارًا سلفيًا متشددًا بعد خروجهم من دماج ومناطق أخرى، ودفعتهم للمجتمع هناك، والنتيجة بعد سنوات ظهور جماعات تكفيرية طائفية متشدّدة منغلقة تبث سمّها بكل حقد، وحوّلت المجتمع لحالة من التفخيخ القابل للانفجار في أي لحظة.
جرى تمكينهم من المساجد والمنابر الدينية، وتسكينهم في منازل خاصة، والإنفاق عليهم، وتخصيص مرتبات شهرية، وبناء إذاعة خاصة بهم، وتوزيعهم على عدة مديريات.
اليوم بوادر صراع كبيرة داخل المهرة من هؤلاء، الذين يصادمون الناس، ويبثون السموم، ويطعنون في ثوابت المجتمع، ويخدمون الأجندة الخارجية، ويروّجون لأفكارهم المتطرفة التكفيرية. بل وصل بعضهم إلى حدّ التواصل مع أولياء أمور والطلب منهم بإيقاف تسجيل بناتهم في المدارس، معتبرين ذلك مخالفة دينية، ومدخلًا للانحراف.
هذا الوضع يُسهم في نقل معارك مجتمعية دينية إلى بلاد بعيدة عن كل هذا، ويزرع بذور فتنة طائفية خطيرة، ويعكس بوضوح ماذا يريد هؤلاء الذين يقفون خلفهم من المهرة واليمن.