_منصور بلعيدي_
في الإسلام، يوجد فرق جوهري بين مفهومي العدل والمساواة. بينما يعتبر العدل هو الاصل، تعتبر المساواة فرعًا عنه.
في هذا المقال، سنستعرض الفرق بين هذين المفهومين ومدى تطبيق الإسلام لهما.
*العدل*
العدل هو إعطاء كل ذي حق حقه ووضع الأمور في مواضعها الصحيحة، وفقًا لمعايير منصفة تحقق الإنصاف والتوازن.
العدل قد يقتضي التفريق بين الناس، وليس بالضرورة المساواة بينهم، لأن احتياجاتهم أو ظروفهم مختلفة.
على سبيل المثال، إذا وُجد شخصان أحدهما فقير والآخر غني، فالعدل يقتضي أن يُمنح الفقير مساعدة مالية أكبر من الغني، لأنه أكثر حاجة.
*المساواة*
المساواة هي معاملة الجميع بشكل متساوٍ بغض النظر عن الظروف أو الاحتياجات الفردية. المساواة قد تكون ظالمة في بعض الحالات إذا لم تأخذ في الاعتبار الفروقات الواقعية بين الناس.
على سبيل المثال، إذا وُزعت نفس المساعدة المالية بالتساوي بين فقير وغني، فهذا قد يكون غير عادل، لأن الفقير يحتاج أكثر من الغني.
*الإسلام والفرق بين العدل والمساواة*
الإسلام يفرق بين العدل والمساواة. الإسلام يأمر بالعدل كقيمة أساسية، ولكنه لا يلزم بالمساواة المطلقة، بل يعطي لكل فرد حقه بناءً على حالته وظروفه.
قال الله تعالى: "إن الله يأمر بالعدل والإحسان" (النحل: 90).
وقال تعالى: "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى" (المائدة: 8).
الإسلام يطبق العدل بمعايير تتناسب مع طبيعة البشر واحتياجاتهم. على سبيل المثال:
- في تقسيم الميراث، الرجل قد يحصل على نصيب أكبر من المرأة في حالات معينة، وهذا ليس تفضيلاً بل مراعاة لدوره المالي في الأسرة.
- في القضاء والشهادات، المساواة ليست مطلقة، بل تأتي وفق متطلبات العدل.
*الخلاصة*
- العدل: أساسه الإنصاف ووضع الأمور في مواضعها، وهو مطلب إسلامي أساسي.
- المساواة: تُقبل في الإسلام إذا كانت منصفة، ولكنها قد تُرفض إذا تخالف العدل وتؤدي إلى الظلم.
الإسلام يعلي من شأن العدل ويوصي بتحقيقه في كل جوانب الحياة لتحقيق التوازن والاستقرار المجتمعي.
