الفيدرالية الجنوبية تعني أن تحكم كل محافظة بأبنائها
وهذه هي من أهم النقاط التي تم الاتفاق عليها من قِبل قيادات الحراك الجنوبي منذ انطلاقته، بعد تجربة المركزية التي فشلت وأدت إلى صراعات. وقد تم اعتماد هذه النقاط في اللوائح الداخلية والبرنامج السياسي لأول مكون جنوبي يحمل مشروع الاستقلال، والذي أعلنه المناضل حسن باعوم، قائد الثورة الجنوبية آنذاك، في منطقة العسكرية بيافع عام 2008، تحت مسمى "المجلس الوطني الأعلى لتحرير واستقلال الجنوب"، بمشاركة جميع القيادات والمشايخ ومختلف أطياف الجنوب، وكان لي شرف الحضور في ذلك اللقاء.
قد يتذكر الأخ يحيى غالب ذلك، لأنه كان حاضرًا، وكان من المعارضين لإعلان مشروع الاستقلال، بل انسحب من اجتماع "العسكرية" رافضًا مشروع التحرير والاستقلال، الذي يزايد به اليوم، لأنه – آنذاك – كان يخدم أجندة حزبه الاشتراكي، الذي لم تتجاوز مطالبه السلطة والحقوق، وقد انسحب معه حينها كثير ممن يزايدون اليوم.
في تلك الأيام، لم يكن لعيدروس الزبيدي وجود يُذكر، بل كان يعمل حارسًا مع فضل العنشلي في صنعاء أو في معبر، مصابًا بالصرع ويُقرأ عليه القرآن.
أما النقاط المتفق عليها – كالفيدرالية الجنوبية التي تعني أن تُدار كل محافظة بأبنائها – فهي لا تزال معتمدة ضمن برامج مختلف المكونات الجنوبية السياسية إلى اليوم.
ويأتي اليوم الأخ يحيى غالب المريسي (أقصد الشعيبي) لينسف كل هذا، مستنكرًا أن تكون قوات حضرموت من أبنائها، ويريد أن يكون رئيسه المنبطح هو من يختار القوات من قريته!
من أنت أصلًا يا يحيى؟
ألست أنت المخبر برتبة ضابط الذي اخترق به غالب القمش الحراك الجنوبي وكنت ترفع له تقارير أولًا بأول؟
ألست من كُلّف بافتعال المشاكل داخل الحراك الجنوبي، مما تسبب بتشظي المكونات؟
ألست من دفعت أحمد عمر بن فريد لتقديم اعتذار لعفاش داخل السجن، ثم عند الخروج هاجمته، بل حرّضت عليه علي سالم البيض في بيروت ليقيله من مكتبه، فغادر بيروت؟
ألست من تسببت بانقسام الحراك بعد رفضك لمؤتمر المنصورة؟
ألست من رفض مشروع الاستقلال وكنت تحرّض ضده؟
ألست من مارست شتى أنواع المناطقية في بيروت، وكنت تعتمد وتُقصي من تشاء للسفر حسب هواك، ما تسبب بكراهية الناس لعلي سالم البيض؟
ألست من حرضت البيض لتطفيش القائد أحمد عبدالله الحسني بعد أن رأيت شعبيته، واستبدلته بآخر، وأخّرت لقاءه بالبيض، حتى صفعك الحسني في مكتب البيض، وشُهد صوت الصفعة حتى جبل لبنان؟ ومن بعدها غادر الحسني إلى لندن ولم يعد؟
ألست من فتح حقيبة الدكتور (...) دون علمه وبدّل أوراقًا تخص القضية الجنوبية بأخرى تخدم حزبك الاشتراكي، ولم يعلم إلا وهو في الطائرة؟
ألست من تسببت بكل الخلافات في الحراك الجنوبي بتكليف من سيدك القمش؟
ألست من كان يصلي "مسربل" في الضاحية الجنوبية من بيروت مع "الحجر المدور"، وفي طهران تُقدَّم على أنك "سيد من آل البيت" قبل أن تغيّر الشريحة؟
هذا قليل من كثير مما فعله المزايد والمخبر يحيى غالب الشعيبي ضد الثورة الجنوبية وقيادتها.
وما خفي كان أعظم، ولله الحمد، لقد عشنا كل تلك المراحل وكنا شهودًا عليها.
يا يحيى، دع الحضارم وشأنهم، فأنت لست ندًا لهم لا تاريخيًا ولا اجتماعيًا ولا سياسيًا، دعهم يديرون محافظتهم. فقد قدّمتم – أنت ورئيسك المنبطح – نموذجًا مخيفًا في عدن: نموذجًا للمناطقية، والقتل، والنهب، والإخفاء، والسجون السرية، والانبطاح والتبعية.
فدع الحضارم وشأنهم، يحكمون محافظتهم، واذهب أنت لممارسة طقوسك المفضلة: الكذب، والمزايدة، وبيع الوهم، فهناك قطيع من الناس سيصدقك، لكننا نحن – وكل من عاش مراحل الحراك الجنوبي – لن نصدقك أبدًا.