مصر، تعود لأحضان مبارك!!

2013/08/25 الساعة 02:01 صباحاً

مان العُهر المدنس تحدت أقدام الطغاة، تُذل بشعب عظيم، وطن يباع من خلف القضبان ، أشباه الرجال تريد حجب الشمس عن المظلوم لتدفع بالظالم نحو القدوم، خنوع المتساقطين وفشلهم، غلهم وحقدهم، جعل منهم سماسرة في عهد الحريات، متنطعين  يسلبون الشعب ارادته ويسرقون قوته لسنوات ويقولون من حقهم، شرعوا لقتل الناس وباشروا بظلم بعضهم وقالو أن ذلك من صالح بلدهم بؤس قولكم.

 

 كل يوم يمر والانقلاب يتمادى بغية على الشعب ويا آثر فئة على آخرى، نكسة لم يتوقعها جموع الشعب المصري فمن كان بالأمس يدعي حماية هذا الشعب تهجم اليوم بالعداء ووجه بندقية ضدهم وتعهد بقتلهم.

 

من على شوارع المدن ومساحاتها الفارغة اتخذت جموع الشعب ميداني "رابعة والنهضة" مأوى لها وسكن وصارت تنادي بشرعية المؤتمن لكن ثمة من غدر الزمان وانقلب على الأمين وعلى المؤتمن وشرع بسجن المؤتمن، وثمة من نقض العهود وباع البيعة بحفنة من ثمن وثمة من تخفى لقتلهم وأباحوا بسجنهم وقالو تلك هي مشكلتهم ، رضوا بالظلم لغيرهم وكانت النتيجة أن باعوا ثورتهم وكشفوا للعالم غلهم وخزيهم.

 

 بعد صلاة الفجر كانت الفاجعة وحدث ما حدث، مجزرة لم يشهد لها مثيل في تأريخ مصر، حمام دم ارتكبته قوات الأمن والجيش وفلول التفويض في حق المعتصمين السلميين بدم بارد احرقت الإنسانية، ودفنت الرحمة، ومات الضمير بموت رابعة والنهضة، وتحولت العروبة الى انتقام، وحينها تراء مالا تراه اعين الواهمين المرتدين المتنطعين المتسكعين تحت اقدام الجنرالات الملطخة بالدماء والتي اقدمت على حرق الشعب في سابقة لم تحدث من قبل.

 

التحدث عن ارقام الشهداء بشكل مهني اخلاقي منحط لدى بعض القنوات يثير الغضب لدى كثيرين ويفقد المصداقية والمهنية لدى هذه الوسائل الاعلامية، حتى أن بعض هذه الوسائل كانت تتحدث عن احصائية القتلى كما لو كانوا يتحدثون عن ارقام اقتصادية وليست ارقام بشرية سقطت على ايدي هؤلاء الانقلابيين بتفويض من منهم اكثر اجراماً ممن ارتكبوا هذا الإجرام البشع.

 

ولهذا أقول لا شي أفضل من أن تحتفظ بالمبادئ الأخلاقية والضمير الإنساني لدى توجهك السياسي من سقوط هذا الانتماء في مستنقع الدم فسقوط هذين العنصرين يعني سقوط الإنسان ككيان بشري يحمل قيمة وحرية بالفطرة لا يمكن لأحد أن يسلبها بالقوة.

 

 كان تبرير الأمس أن الإخوان فشلوا في السياسة وأنهم ليسُ جديرين بها ، وتطور المشهد إلى أن قالوا عنها جماعة ارهابية ، فاشية دينية تحتكر الدين للوصول الى السلطة ، حتى صار البعض يطالب بحل هذه الجماعة ومحوها من الوجود ، في الوقت الذي لا تزال جرائم الأمن والجيش متواصلة بحق هذه الجماعة وبحق مؤيدوها من عامة الشعب المصري ، وجثث الشهداء المحروقة لا تزال هي ايضاً حبيسة التنازل عنها من قبل اهاليها على انها ماتت بغرق او ما شابه ذلك.

 

وبمجرد أن عزل مرسي أول رئيس مدني منتخب سقطت شرعية الشعب معه وعادة الحياة السياسية الى ما قبل ثورات الربيع العربي، وهذا بحد ذاته مثال للتأريخ يؤكد لنا ان الإخوان بمشروعهم السياسي وليس الطائفي صمام امان الثورات وأول من يصونون الحريات بعهد حكمهم ويفتحون صدورهم للرأي الآخر كباب مفتوح على مصراعيه وحق تعبير مكفول للجميع ، مع أن اختلاف الكثير من الناس مع الاخوان لا يعطيهم الحق في ظلمهم.

 

سقوط العدد الهائل من الشهداء كشف لنا نفايات سياسية وأبواق حداثيه جديدة وحزبية عقيمة آبت بنفسها إلا أن تكون اليد السفلى لـ أصحاب الشطة والكتشب حاملي العقول الفارغة ومعهم رموز الفساد في مصر من أوقعوا البلاد في الحضيض لمدة ثلاثين سنة وأكثر .

 

واليوم صاروا الذين تشدقوا يوماً ما باسم ثورة 25 يا يناير في موقف الخجل والخزي الذليل خصوصاً بعد خروج المخلوع مبارك من السجن براءة ، وسط توقعات بمطالبة مبارك بالتعويض، لحظات حتى كشف الانقلاب عن انيابة وأشرقت شمس الحقيقة والحرية على مصر لتكشف كل مستور وتعري كل محجوب