ترى هل سيأتي يوم يتحقق هذا الحلم الذي وعد بتحقيقه لأبناء حضرموت سبعة رؤساء واتني عشر محافظاً ــ إن لم تخني الذاكرة لحصرهم ــ وكذا المئات من رجال الأعمال والمحسنين الحضارم ولا شك ملايين الحضارم في الداخل والمهجر ظل يراودها هذا الحلم منذ خمسنيات القرن الماضي وإلى هذه اللحظات حتى ارتاب معظمهم في أن وراء الأكمة ماوراءها في الحيلولة دون إنجازه وتحقيقه وأنا منهم غير أن الأمل في الله أولاً ثم في إصرار الجميع على الدفع وطرق كل الأبواب كي يروه واقعاً على الأرض ،ومن بذلوا ولا زالوا ملايين الدولارات لإنجازه بعد تخلي دول وحكومات وزعامات هذه الفترات الغابرة عن الإلتفات إليه بل وتعمدت بكل الوسائل والطرق إحباط من يجد في سبيل أن يرى النور ويصبح واقعا على الأرض ،.
ولعلكم اشتقتم لمعرفة ما هو هذا الحلم الذي تبالغ في وصفه بهذه المقدمة وكأنه بناء فردوس حضرموت ومجدها الموعود ، لكن أظن أنه سيزول هذا الاستغراب إذا علمت أن هذا الحلم وهذا المشروع سينتج عن بناءه :
ـ تجنب إزهاق الكثير من الأرواح التي أزهقت بغيابه أكثر من 3000 آلاف ولازال المسلسل مستمر إلى اليوم .
ـ توفير ملايين الدولارات من جيوبنا ومن خزينة حكوماتنا .
ـ توفير ساعات من الوقت والجهد يوميا لو احتسبت خلال قرابة 70 عاما مضت لعرف ثمنها .
ـ إنجاز تنمية قرى ومدن سبعة مديريات وتوفير الخدمات لأكثر من 500 ألف مواطن في حضرموت بأيسر الطرق .
كل هذا وغيره يطول المقام لحصره مما ستتجنبه حضرموت وأكثر منه ستكسبه لو أن هذا الحلم تحقق والتفت أبناءها لاتخاذ كافة وسائل الضغط على من حكمهم ونهب ثرواتهم ليبني بها مجده أو بلده ، لعلك الآن أدركت معي قارئي العزيز أن إنجاز (الطريق القبلية) كأول طريق ترابية تربط ساحل حضرموت بواديها عبر دوعن (تبدأ من منطقة الحرشيات وتنتهي بمنطقة رحاب) ستدرك كم عانت حضرموت ولا تزال باستخدام طريق شاق وطويل وقاتل عبر عقبة (عبدالله غريب) التي انتحر فيها مئات المركبات والشاحنات ويسير المسافر خلالها أكثر من (350كم) عبر مسالك طويلة ووعره بدلاً من (150كم) عبر مسالك أسهل وأقصر .
ترى من المسؤول عن عرقلة إنجاز هذا الطريق كلما لاح في الأفق أمل ليرى النور ؟ ومن يحرم حضرموت وأهلها من الاستفادة من مشروع يعد استراتيجي في البنية التحتية للمحافظة طيلة 70 عاماً مضت ؟ ومن الذي يتلذذ بعذابات أبنائها ومنظر الحوادث المميتة شبه اليومية في (عقبة عبدالله غريب) ؟ وفي حديثي هنا لا أعول اليوم على حكومة ولا حاكم أتى أو سيأتي بقدر ما أعول على أبناء المحافظة وقياداتها المجتمعية في البحث بكل السبل وأسرعها في تحقيق هذا الحلم .
ولذا لم أذكر فشل حكومة الجبهة القومية وتوجيه أول ضربة قاصمة لإنجاز المشروع من قبل قائد المحافظة في الزمن الغابر (فيصل النعيري) والمحافظ الكندي ولا نعيق المنزوع وأكاذيب المخلوع ، ولا فشل محاولات رجل الأعمال (باصريح) وضياع ملايين الدولارات رصدت لبناء المشروع من تبرعات المغتربين ولا مايحصل اليوم من المستثمر العمودي من حجز المشروع ومنع إنجازه وتبادل تهم التقاعس بينه والسلطة المحلية في إيقاف بناء المشروع ، ولذا فالأمل في الله معقود في أن يهيئ نسمة خير تسعى قولا وفعلا في خير حضرموت الخير ... وألقاكم على خير