محمد سليمان ناصر الرجل الذي عاش بشرف.. ورحل بصمت الرجال

2013/11/18 الساعة 01:16 صباحاً

 

غيب الموت عنا يوم الأربعاء الماضي الموافق 13/11/2013م الشخصية الوطنية المناضلة ورجل الدوله المتميز والناجح والمخلص محمد سليمان ناصر في أحد مستشفيات الهند , بعد رحلة علاجية طويلة تعددت محطاتها خلال سنوات أربع مابين الداخل والخارج , كان يصارع المرض ويقاوم آلامة وأوجاعة الجسدية والنفسية التي ولدتها حالة الإهمال وعدم الإكتراث بما يعانية من قبل الجهات الحكومية وغير الحكومية المفترض بها الإهتمام به وبمرضة وتقديم المساعدة ومد يد العون أللازم له كواجب وطني وأخلاقي يستحقة الرجل وبجدارة .. غير أن مثل هذا الأمر لم يتم مع الأسف الشديد ومانالة من ذلك كان متأخرا جدا .. لقد فقد الوطن برحيلة فارسا من فرسان الثورة الأكتوبرية التحررية الوطنية الخالدة, وقائدا ميدانيا في بناء الدولة الوطنية الجنوبية ــ دولة النظام والقانون وحكم المؤسسات ــ وتحديدا في مجال الزراعة والإصلاح الزراعي حيث تقلد العديد من المناصب في هذا الميدان الى أن شغل وبأقتدار منصب وزير الزراعة ولفترة طويلة , حيث شهد قطاع الزراعة وبكل فروعة نهوضا وتقدما شاملا كما وكيفا وفي ظروف قاسية وغير ملائمة من حيث قلة الإمكانيات المتاحة وشحة الموارد المائية ونقص الخبرة ومحدودية الكفاءات الوطنية في هذا المجال , وهو ما أخذ قسطا كبيرا من جهده للتغلب على كل ذلك وكان له ما أراد .. حيث شملت مظلة التطوير قطاع الزراعة بكاملة محققا إنجازات ملموسة ونوعية أعتمدت على البرمجة والتخطيط وتأهيل الكادر وتوفير مستلزمات النهوض المطلوب توافرها في هذا القطاع وبدعم ومساندة الأصدقاء في الإتحاد السوفيتي وبلغاريا وعدد أخر من الدول العربية والأجنبية مستندا في ذلك ومترجما وبمسئولية رفيعة سياسة الدولة الزراعية ورعايتها وتشجيعها للإقتصاد الزراعي المتطور والملبي لحاجة البلاد وتأمين وتوفير الإستهلاك المتزايد للسكان من المنتجات الزراعية و اللحوم وبما في ذلك المحاصيل النقدية بهدف التصدير وهو ما نتج عن إستصلاح عشرات الألف من الأفدنة وأدخال الميكنة الزراعية وتوفير محطات تأجير المعدات والآليات الزراعية التابعة للتعاونيات بأنواعها , وهو ما جعل الإنتاج الزراعي يتضاغف عشرات المرات عما كان علية قبل الإستقلال الوطني المجيد للجنوب في 30/11/1967م

 

.

لقد عاش فقيدنا الغالي مترفعا عن الصغائرولم ينشغل بالبحث عن النجومية والأضواء الخادعة ولم يدخل سوق المنافسة على المناصب والألقاب أو الإدعاء بالتميز عن غيرة في معركة بناء الدولة وإقتصادها الناشئ , وكان قنوعا دوما بما يسند له من مهمات وراضيا بالدور الذي يكلف به أو يطلب منة تأديتة , وفوق كل هذا وذاك كان خلوقا وسموحا ولم يفتحة صدرة للحقد يوما في حياتة الشخصية والعملية .. لقد رحل أبا يونس في زمن صعب جفت فية ينابيع الوفاء وتراجعت قيم الأخلاق والمثل الإنسانية والوطنية الرفيعة التى عهدناها في الجنوب , وأصبح البحث عن الذات الأنانية اللاهثة وراء الماديات هو عنوان هذة المرحلة مع الأسف الشديد ولأسباب ليست بخافية على أحد

 

لقد عاش الصديق العزيز والراحل الكبير محمد سليمان ناصر حياتة برجولة وشرف وبكبرياء الواثق ورحل بصمت الرجال و المعاتب المحب