تحديات في مواجهة الحوار الوطني.!

2013/06/16 الساعة 07:16 مساءً

من المؤكد أن المشهد السياسي في اليمن ماتزال تتسيده  بعض التباينات المختلفة، وتقف في طريقه تحديات كثيرة و كبيرة تعمل على تعقيد المشهد السياسي يوميا، وعلى تأزيم الأوضاع في البلاد، بل و تقف حجرة عثرة أمام نجاح مؤتمر الحوار الوطني الذي يعول عليه في إخراج اليمن إلى بر الأمان في ظل أزماته المتتالية والقوية. ومن المؤكد أيضا أن المؤامرات يديرها أفراد فقدوا مصالحهم في الحكم، وآخرون لهم صلة وطيدة بأطراف خارجية لها أجندات مختلفة ،وأهداف متعددة في اليمن ،كل تلك المعضلات تكاد تعصف باليمن وتودي به إلى الهاوية ..، والتحديات كثيرة وخطيرة ، ولكننا هنا نتوقف عند أهم التحديات التي تقف حجرة عثرة أمام نجاح الحوار الوطني ، حيث نرى ومن خلال- مؤشرات الواقع اليمني- أن أول هذه التحديات هو ضعف وبطء أداء الرئيس و الحكومة وبطء التغيير الذي كان ينشده الثوار من الشعب ممن أقاموا ثورة سلمية ضد الفساد وضد نظام الفرد المتسلط وتطلعوا لدولة مدنية حديثة ، ذلك لأن هذا التحدي يزيد من  تذمر الشعب المتطلع للتغيير، و يرى أن حاله لم يتغير بعد حتى في توفير الأشياء الأساسية ،!وقد وقفت الدولة عاجزة عن توفير الكهرباء التي ماتزال مشكلة كبرى في اليمن و التي تستهدف باستمرار من قبل أطراف لهم المصلحة الكبرى في عرقلة الوفاق وإفشال مؤتمر الحوار الوطني.  إننا نؤكد هنا أنه ما لم يقم الرئيس  هادي والحكومة بواجبهم سريعا لعمل اللازم وصنع التغيير المنشود مالم يقوموا بصد مخربي الكهرباء وإقالة الفاسدين وتوفير الأمن والخدمات الأساسية للمواطن، فإن هذا التحدي سيظل قائما وربما سيكون سببا مباشرا لفشل الحوار الوطني- لا قدر الله ذلك- و هناك تحد آخر يتمثل في تصعيد ثلاثة أطراف مختلفة في البلاد في وقت متزامن لإرباك الرئيس والحكومة وإيصالهم إلى مرحلة  الفشل  التام ، ولعل هذه الأطراف هي معلومة للشارع اليمني وتتمثل بالرئيس السابق وأنصاره، وجماعة الحوثي، والحراك الجنوبي – فصيل علي سالم البيض –حيث تعمل هذه الأطراف برغم تبايناتها الفكرية والسياسية وعدائها التقليدي سابقا لكنها تعمل اتفقت مؤخر وهاهي تعمل  بطريق واحد هو مواجهة الدولة وعرقلة الحوار وتعمل على تحقيق هدف واحد  هو استهداف عدو مشترك بينها ، كما أن التصارع الإقليمي والدولي على أرض اليمن بين السعودية والخليج وأمريكا من جهة وإيران من جهة ثانية وكذا النبرات المذهبية والطائفية المتصاعدة اليوم كله يشكل  أحد التحديات الخطيرة لأنه تحد يمتلك من القوة المادية والعسكرية والتأثير ما يمكنه من  الديمومة و من التأثير السلبي على اليمن وعلى نجاح الحوار في البلاد، كما أن عامل  الفقر والجهل وعدم الوعي المجتمعي لدى شريحة واسعة من اليمنيين يظل تحديا قائما ومؤثرا، وعليه فإن التغلب تماما على مثل هكذا تحديات أو تخفيفها أو تحييدها يتطلب جهدا كبيرا من الجميع للوصول إلى بعض الوئام ويتطلب من  الرئيس هادي و من حكومة الوفاق  في البلاد بسط هيبة الدولة في كل محافظات الجمهورية ومنع السلاح في المدن ووقف التدهور الأمني الذي تشهده عدد من المحافظات، والقبض على الجناة في قتل الأبرياء  ومعاقبة من يقف وراء التخريب للكهرباء والغاز والنفط ويقطع الطرقات ويثير الفتن ،إن بمقدور الرئيس والحكومة أن يفعلوا هذا ولكن- للأسف - إنهم يسيرون سير السلحفاة وعليهم أن يدركوا أن سياسة النفس الطويل التي يتبعونها  في حل قضايا ومشكلات البلاد وفي مواجهة  المخربين لم تعد مجدية لأن صانعي التحديات في البلاد قد تمادوا كثيرا و يجب توقيفهم عند حدهم  ، إنه لابد أن يشعر المواطن اليمني بالتغيير ويلمسه كحقيقة واقعة لا في خطاب متحمس أو وعود في الهواء أو مجاملات زائفة أو بكلام ممجوج . إن خلع الرئيس السابق من رئاسة البلاد وتسنم قيادة البلاد من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي وكذا وجود حكومة الوفاق  إنما كان بفعل ثورة سلمية صنعها شباب الثورية السلمية في اليمن، وعلى الرئيس والحكومة اليوم أن لا يتناسوا صنيع أولئك الثوار وعليهم أن يحققوا مطالب الشعب و ما تبقى من أهداف الثورة السلمية وعندها ستنتهي كل تلك الأطراف المعيقة و ستتلاشى كل الفقاعات من أنصار الثورة المضادة التي تعيق بناء اليمن الجديد.

ومضة.

يا شعبنا مـا أروعك

ولرب شرذمةٌ تقول بأنهــا

من عمقـك انطلقت ..

وترفض أن تراك وتسمعـك !!

لا تنتظر حبل النجاة من الذي ..

ما زال يجهل موقعــك ..!

و يشاء من مكروا ..

انقسامك دائما ..

وتشاء حكمة ربنا أن تجمعك !

ويشاء من مكــروا ..

احتقارك دائمـــا ..

وتشاء حكمة ربنا أن ترفعك !!

يا شعبنا يا ذا الملاحم دائما ..

قلبـي معـك .

قلبـي معـك .

قلبي معك.

  للشاعر / سليمان جوادي