تناقلت بعض المواقع الإخبارية وبعض الصحف وشبكة التواصل الاجتماعي (فيسبوك) نقلاً عن موقع (الصحوة نت) ،وصحيفة (أخبار اليوم) خبراً مفاده أن الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني قد صرح بأن الاشتراكي والإصلاح قلبين في جسد واحد. هذا الكلام لم يقله الدكتور ياسين مطلقاً ولن يقوله أبداً لأن الرجل يدرك تماماً ويعي كل جملة أو مفردة يقولها في تصريحاته وفي مقالاته وخطاباته ،وما قيل على لسانه كلام عار من الصحة ،فلا يوجد جسدين بقلب واحد مع استثناء حالات نادرة جداً جداً بأن يوجد قلبين ورأسين في جسد واحد وذلك في حالات التشوه الخلقي.
إن القول على لسان الدكتور ياسين فيما لم يقله هي محاولة دس خبيث ووقح أريد به تشويه سمعة هذا الرجل الذي يحضى باحترام وتقدير الغالبية العظمى من الناس ،وللتشويش حول موقفه من القضية الجنوبية وبقية القضايا ذات الأهمية ،ودوره في إحلال العمل السياسي السلمي محل استعراض القوة ولغة السلاح وإحلال العمل الجماهيري المؤسسي محل الفساد والفوضى ،ونظرته الثاقبة والحكيمة نحو مستقبل يسود فيه القانون والعدل الاجتماعي ويتوارى فيه حكم الغاب والظلم والاضطهاد.
الدكتور ياسين سعيد نعمان ظل وما زال يتحدث عن الاوضاع بكل شفافية بعيداً عن المجاملات أو التهويل أو الاسترضاء . وفي كلمته التي أفتتح بها الدورة التاسعة للجنة المركزية في 562013 م ، شخص الاوضاع وتحدث عنها بكل وضوح ومن ضمن ما قاله عن دور اللقاء المشترك والعلاقات التي تحكم أحزاب هذا التكتل السياسي قال : ((... نستطيع القول أن القوى المتربصة والطارئة قد استطاعت أن تخترق صفوفه بمفاهيم استعلائية للشراكة الوطنية وبسلوك نفعي توقفت فيه هذه القوى عند مصالحها الخاصة وراحت تضخ الخلافات إلى داخله مستعينة بأدوات الفساد القديمة والجديدة وهو الأمر الذي أربك نشاطه في أهم لحظة كان يجب أن يكون فيها حاضرا لانجاز ما بدأه من عملية تغييريه ثورية شاملة . ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن الوضع أربك العملية السياسية كلها .. وأخذ التفكك ينتج خطوط تقاطع وتباين في مسارات الحياة السياسية ذات طابع نفعي وأحيانا تآمري وكأن الظروف قد استقرت ولم يتبق سوى أن نراقب بعضنا البعض بحسابات الربح والخسارة على الأرض وفي العلاقة بين الناس تحسبا للانتخابات . للأسف استطاعت القوى الطارئة والمتربصة أن تحكم إيقاع نشاط المشترك وتفتح حملات إعلامية فيها التكفير وفيها الإساءات والمطلوب اليوم أن تعيد قوى المشترك تقييم مسارها السياسي )) .
وحول المجرى العام للصراعات القائمة قال الدكتور ياسين في سياق كلمته : (( .. إن الأهم في هذا المجرى العام لمسار العملية السياسية هو بروز ائتلاف القوى التي هيمنت على البلاد ومن مواقع مختلفة بما لديها من سلاح وثروة ومصالح وإعلام من جديد للتأثير على هذا المجرى العام مما يهدد بالعودة إلى مربع الصراع في صيغته التي تمحورت على الدوام حول السيطرة على الثروة والسلطة . إن رفض الاعتذار عن حرب 1994 وحروب صعده لا يزال يجسد مكانة القوة والغلبة في البنية الثقافية والسياسية لقوى هذا الائتلاف بأجنحته المختلفة )) .
وتحدث الدكتور نعمان في كلمته أمام اللجنة المركزية كثيراً عن القضية الجنوبية وأهميتها ومكانتها ، ومن ضمن ما قاله : (( ... إلى هذا فإن رقعة السخط في الجنوب من سوء الأوضاع تزداد توسعا وتنشئ لها معادلا سياسيا يجري تكريسه وتجذيره على نحو يجعل الحلول أكثر تعقيدا , كما أن الخطاب الذي تنتجه أطراف أخرى في المعادلة السياسية بشأن حل القضية الجنوبية لا يدل على أن هذه الأطراف مستعدة للتعامل بجدية مع حقائق الأوضاع في الجنوب فهي تتجاهل الوضع الشعبي الملتهب وتنصت إلى أصوات بعض النخب والسير في الطريق الخطأ مما يجعل التفاهم صعباً )) . انتهت المقتبسات .
وعلى كل حال فإننا نعتب على بعض المواقع الإلكترونية وبعض الصحف التي روجت لهذه الأكذوبة دون أن تتحرى ذلك وهي تعلم أن كلما قاله الأمين العام للحزب الاشتراكي هو منشور في الصحف والمواقع الاخبارية بإمكان المتتبع العودة إليه بكل سهولة ويسر .
وأما ما قيل عن ردة فعل غاضبة من قبل شعب الجنوب إزاء تصريحات أمين عام الحزب الاشتراكي في بعض الصحف فإن هذا القول مبالغ فيه لأننا جزء من شعب الجنوب ولا يجوز التعميم باسم شعب الجنوب فحالة السخط هذه محدودة تتبناها قوى لها حسابات قديمة جديدة مع الحزب الاشتراكي وتستغل حماس الشارع الجنوبي ومزاجه لكي توجد لنفسها موضع قدم على حساب استعداء الآخرين وهو سلوك لا يصمد طويلاً . فالحزب الاشتراكي له تكتيكاته وإستراتيجيته وله مواقف وقرارات خاصة به وليس مرتبطاً أو خاضعاً لأي حزب ،وحتى في إطار المشترك هناك نقاط اتفاق بين الاحزاب وهناك نقاط تقاطع وكل حزب له حساباته ويدرك مصالحه ومصالح من يتمثل قضاياهم ،ولا تزر وآزره وزر أخرى .
وفي الختام نقول لإخوتنا الذين يشطحون بمقالاتهم شتماً وقدحاً ضد الحزب الاشتراكي مقللين من مكانته ومشاركته الفاعلة في حمل القضية الجنوبية ... نقول لهم كفوا عن خداع المواطن الجنوبي فالحقائق والوقائع تدحض مقالاتكم الصبيانية المتطفلة