التداول السلمي في انتخابات السرداب!

2013/06/19 الساعة 08:16 مساءً

كان يمكن أن تكون الانتخابات الايرانية شأنا خاصا بإيران وحدها, لكن السياسة الإيرانية إن لم نقل المشروع الفارسي -على الأقل قبل ثورة الربيع العربي- جعل هذه الانتخابات محل اهتمام إقليمي ودولي.

حسم النتيجة لصالح المرشح الإصلاحي حسن روحاني من الجولة الأولى –ربما- لم تكن المفاجأة الوحيدة, بل قد تكون المفاجأة الثانية هي:

فوز التيار الإصلاحي بالمنصب الرئاسي!

 

ذلك أن المتتبع للشأن الإيراني لا يجد صعوبة في إدراك هيمنة وسيطرة التيار المحافظ والمدعوم بقوة من الحرس الثوري صاحب النفوذ الواسع والمؤثر, ناهيك عن تمتع المحافظين بالأغلبية البرلمانية وأكثر مفاصل السلطة.

 

فما الذي قلب النتيجة؟

عندما نعود إلى الانتخابات السابقة التي أعلن فيها فوز أحمدي نجاد -مرشح المحافظين حينذاك- على حساب المرشح الإصلاحي –يومها- مير حسين, وماتلا ذلك من رفض للنتيجة أعقبتها مظاهرات واحتجاجات قوبلت بالتصدي الشديد والقمع الأشد, حتى أجبرت يومها التيار الإصلاحي بالتوقف –لقسوتها- عن مواصلة الاحتجاجات والمظاهرات؛ فهل يرجع نجاح التيار الإصلاحي اليوم لشعوره بالمرارة أيام ذلك القمع فراح يعمل بجد وصمت وينتشر في الأوساط وسائر الأنحاء في استعداد مبكر للانتخابات؟

 

أم إن المحافظين اطمأنوا لوضعهم وسيطرتهم ومساندة الحرس الثوري فركنوا لقوتهم وتواجدهم في السلطة فأتوا من حيث لا يشعرون؟

 

أم إن صناع القرار في طهران وهم من يجلسون في (السرداب) أدركوا أن الاحتقان الشعبي قد يفجر عليهم واقعا جديدا بسبب سياسة المحافظين المتغولة؟

 

وهو ما أراد معه أصحاب السرداب تخفيف ذلك الاحتقان الشعبي الذي باتوا يلمسونه, بالإضافة إلى رغبة (السرداب) في تقديم صورة جديدة تتعامل مع الجيران والمجتمع الدولي على وجه الخصوص لعله يخفف من تلك الضغوط التي تتعرض لها إيران؟

 

مرة أخرى كان يفترض ألا تعنينا هذه الانتخابات الإيرانية كثيرا لو كان هناك مشروع عربي في المنطقة بحجم تلك المشاريع التي تتحرك فيها سواء كانت صهيونية أو فارسية أو عربية.

 

وهو الأمر الذي يجب أن تتنبه له الدول العربية فتستمر ثورة الربيع العربي إيجابيا لقيادة تحول حضاري عربي يشترك فيه الجميع ليصل العرب إلى نقطة الاستعصاء والوقوف بقوة وصلابة في وجه كل الأطماع الأجنبية التي ستنتهي -معها أيضا- كل المشاريع الصغيرة التي ترتهن للمشاريع الأجنبية