الجيش في مواجهة مخيم العزاء!

2013/12/27 الساعة 10:37 مساءً
أتت حادثة العزاء في محافظة الضالع لتجدد المأساة في حق الشعب اليمني ، مستهدفتاً العشرات من الأبرياء في خيمة عزاء من دون أي مبرر ولا أنباء حتى الآن توحي بتحرك رسمي لمعرفة ملابسات الحادث ، إن هيكلة الجيش على قاعدة المحاصصة السياسية وكذا توزيعه خارج اطار مهامه سهل للكثيرين ممن لا يريدون لهذين المؤسستين ان يستعيدان عافيتهما ، التوغل داخل هذه المؤسسات وكذا سوء استغلال مهامها لصالح أهداف سياسية على حساب ابناء الوطن ،هذا الضعف الذي اصيبت بهي هذه المؤسسات الحق ضرر بالغ الوصف في حقها كمؤسسات سيادية وفي حق الشعب جراء الفشل الامني المروع الذي واجهته البلاد في الاونة الاخيرة وما رافقه من اغتيالات وتفجيرات بالجملة .
 
لا استبعد أهداف خفايا هجوم اليوم وكذا ردة فعل أبناء الضالع على ما حدث بعد صلاة الجمعة لحادثة العزاء المدوية والتي راح ضحيتها العشرات من الابرياء نتيجة لهجوم اللواء 33 مدرع بقيادة السفاح ضبعان .
 
وتكمن اشكالية المؤسستين العسكرية والأمنية في التعبئة الخاطئة لمعنوياتهم والتي غرسها النظام السابق في نفوسهم وهي الولاء الشخصي والتقديس الأعمى لقادتهم وهو ما ادى الى وجود مؤسسات امنية وعسكرية فارغة من المحتوى الرئيسي الذي خلقت من اجله .
 
بعد الثورة تعرضت المؤسستين العسكرية والأمنية لشرخ عميق وانقسام حاد افرزت الكثير من الانشقاقات وتوسعت رقعة الولاء في صفوف افراد هذه المؤسسات  حتى كثرت الولاءات الشخصية والسياسية والطائفية وتراجع الكثير منهم في اداء واجبهم الوطني في حفظ الامن والاستقرار في البلد نتيجة لهذه التبعية والولاء الخاطئ وهو الامر الذي نتج خلاله الكثير من المشاكل  في الآونة الاخيرة والتي راح ضحيتها الكثير من منتسبي هذه القوات المسلحة والأمن من ضباط وأفراد على حدٍ سوا ، وما احداث العرضي والسبعين عنا ببعيد .
 
بكل معنى لا جديد تجاه هذه المؤسسات السيادة في ضل استمرار ممارسة صلاحيات قيادات النظام السابق وعدم محاكمة من تورط في جرائم القتل التي طالت الأبرياء من شباب الثورة والحراك السلمي ، وكذا عدم تطهير المؤسسة الامنية والعسكرية من كل القيادات الفاسدة لاسيما تلك التي تدين بالولاء الشخصي أو السياسي حتى الآن جعل من هذين المؤسستين خارج اطار مهامها ، وهو ما نتج عن فراغ امني في كل أرجاء البلاد  .
 
كل هذا يوحي بخطورة المرحلة القادمة في حال استمر الجيش والأمن على هذا الحال ، وما سترافقه من اختلالات امنية يستغلها الطرف الخاسر من العملية الانتقالية في اليمن وسيعزز من وجوده وانتشاره في اجزاء متفرقة من البلاد طالما استمر الوضع داخل المؤسسة العسكرية والأمنية وعدم قدرتها على سد الفجوة الأمنية والفراغ الموجود داخل هذه المؤسسات .