عدن تفقد ردائها الأخضر

2014/01/05 الساعة 09:20 مساءً

علاقة الإنسان بالنبات من وقت مبكر من تاريخ الإنسانية تعرف عليها واستأنس بها واستخدمها وخدمها وسخرها لخدمته فقد دون التاريخ أن الإنسان زرع الأرض بالمحاصيل الزراعية منذ 9000 سنة قبل الميلاد وتطورت العلاقة في العصور اللاحقة حيث استخدم الإنسان النبات في الزينة والتشجير منذ ما يقارب 4000 سنة وازداد ارتباط الإنسان بالأشجار والنباتات بشكل عام وكثيرا من الحضارات القديمة عاملت الشجرة باحترام كبير بلغ حد التقديس وحث ديننا الحنيف على أن يعمر الإنسان الأرض بالغرس والزرع حيث قال تعالى في كتابة العظيم (ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد والنخل باسقات لها طلع نضيد رزقا للعباد و أحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج) كما أن غرس الأشجار والمحافظة عليها وإكثارها والتعهد بخدمتها ورعايتها من الأعمال التي لا ينقطع ثوابها كما قال رسول الله صلى الله علية وسلم }ما من مسلم يغرس غرسا آو يزرع زرعا فيأكل منه إنسان أو دابة إلا وكتب الله له صدقة { واليوم أصبح الإنسان يدرك خطورة العبث بالبيئة والتنوع البيئي واهتم أكثر بالتشجير وتفنن في الحدائق والبساتين وتشجير الشوارع بل وشرع قوانين حماية البيئة والشجرة وكثيرا من البلدان يعتبر قطع الشجرة أو إصابتها بحادث سيارة أو أتلافها جريمة يعاقب عليها القانون وصلت في السعودية كمثل فقط إلى عشرة ألف ريال سعودي كغرامه والبعض أنشاء محاكم بيئية لمحاكمة من أجرم بحق البيئة وقطع أو إحراق الأشجار ما أمسنا في اليمن لمثل هذه المحاكم . اشتهرت عدن منذ زمن بالحدائق كان يطلق عليها }بجيشة { وكانت تنتشر الحدائق في كل مناطق عدن كحدائق المعلا والتواهي والمنصورة وبستان الكمسري واستمرت هذه الحدائق الملجئ والمتنفس الجميل لأبنائها وقت الفراغ من أطفال وعائلات وانتعشت أكثر في فترة المحافظ الفقيد محمود عبدالله عراسي الذي جعل عدن حينها روضة خضراء حدائقها وجولاتها وشوارعها وتزينت عدن بحلتها الجميلة بعضها إلى يومنا هذا ردائها من ذلك الزمن والبعض تم العبث به بل ارتكبت جرائم بحق أشجار معمرة وناذرة كحدائق المعلا والمنصورة وبستان الكمسري والسلطة لم تحرك ساكنا لابد من تصحيح أوضاع هذه الحدائق واستردادها إلى عدن وأبنائها أي إلى السلطة المحلية لتجعلها متنفس متاح لأبناء عدن . ما أزعجني كثيرا عندما صادفت في الشارع العام للمنصورة أطفالا يقطعون الأشجار الخضراء المزينة لوسط الشارع ليضعوها حواجز قطع الطريق انتابني غضب شديد وصرخت فيهم وإذا بشخص متوسط العمر مار يبدوا علية من ملابسه انه متعلم ولكنه كان مدافعا عن أعمال التخريب وقال مالكم وماله اقطعوا دمروا حتى نطرد المستعمر صدمت وتسمرت أمام هذا المنظر المزعج والشكل المخادع لمنظر الرجل وهوا بهذه السذاجة والغباء ورديت بعد أن تنبهت للموقف يدمرون ويخربون ماذا بلدهم مدينتهم أرضهم تدخل احد المارة وأوقفه عن حده وانسحب خجولا المهم أخواني هذه عدن وهي مديتنا التي نعيش ونفتخر بها ومطلوب الاعتناء بها وبجمالها البراق والتخريب وقطع الأشجار لن يضر سوى عدن ولن يسئ سوى لعدن التي نحبها ونعشقها هل نرضى بان نضرها ونقبحها من يرضى ذلك فهوا ليس منا ولا يعرف عدن لم يرتوي من مائها أو تمرغ بترابها أو شعر بحضنها الدافئ وعاش ماسيها وأجمل لحظات سعادته فيها . هل نعيد لعدن رونقها وجمالها الأخاذ ونحتج ونعبر بحرية عن رؤانا بشكل حضاري مع الحفاظ على عدن كمدينه سياحية جميلة مكسوة بحلتها الخضراء الخلابة وشوارعها التاريخية العريقة وأرصفتها المبلطة التي زادتها جمالا ورونقا لكن أن نشكو العبث بعدن ونحن نعبث بها فهذه مفرقة غريبة . ما تحتاجه عدن هوا الدفاع عنها لان السكوت والتخاذل زاد من معاناتها وجعل العابثين يعبثون بعدن وحياة ساكنيها ونحن مسالمون نمر من أمام الخطى ولا ننظر له ونعاتب فاعليه بل نتجنبهم وهم يتمادون أكثر بل بعضهم أصبح يعتقد أن أعماله غير مضرة بل تخدم عدن وقضيتها العادلة .